هكذا يهرب من المناعة وهذه تفاصيل طفراته الـ 32
10 أسئلة أساسية عن «أوميكرون»... القاتل الجديد
متحور آخر من فيروس «كورونا» ظهر في جنوب أفريقيا وأثار قلق العالم، وسط حديث عن أنه أشرس نُسخ «كوفيد 19» المتحورة، فما قصة متحوّر «أوميكرون – Omicron»؟ وماذا يقول الخبراء ومنظمة الصحة العالمية حول خطورته؟
1 - ما هو متحور «أوميكرون»؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيف متحور «كورونا» الجديد، الذي أطلق عليه في البداية رمز «B.1.1.529، ورُصد أول مرة في جنوب أفريقيا، «مقلقاً»، وأطلقت عليه لاحقاً اسم «أوميكرون».
وأوضحت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الوباء أنه يحتوي على عدد كبير من الطفرات، بعضها «مقلق».
وتحمل هذه النسخة ضعف عدد التحورات في السلالة «دلتا»، ومن بينها ما هو مرتبط بتفادي الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، وكذلك تحورات مرتبطة بزيادة العدوى.
2 - متى تم اكتشافه للمرة الأولى؟
دقت سلطات جنوب أفريقيا ناقوس الخطر في الساعة 2 ظهراً يوم الثلاثاء 23 نوفمبر الجاري، عندما عثرت على عينات بها عدد كبير من الطفرات المقلقة.
وتم تأريخ العينات من الاختبارات التي أجريت على الطفرة الجديدة بين تاريخي 14 و16 نوفمبر، بحسب صحيفة «التايمز» البريطانية.
ويوم الأربعاء الماضي، بينما كان العلماء يحللون الجينوم، تم العثور على عينات أخرى من المتحور الجديد، في دولة بوتسوانا الأفريقية.
3 - لماذا يثير المتحور الجديد قلق العلماء؟
يقول خبراء الصحة إن المتحور الجديد، يحتوي على «بروتين سبايك» spike protein، مختلف كلياً عن البروتين الموجود في الفيروس التاجي الأصلي الذي صُممت لقاحات«كوفيد 19»لمقاومته.
يعتبر بروتين «سبايك» هو المسؤول عن تشكيل «النتوءات الشوكية الموجودة على سطح فيروس كورونا والتي تمنحه الشكل التاجي المعروف عنه»، وهو المسؤول عن تنفيذ عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وغزوها.
ويحتوي متحور «أوميكرون» على 32 طفرة، مما سيصعّب رؤيته لدى الخلايا المناعية، وسيتصرف بشكل مختلف عند مهاجمة الجسم.
وقال توم بيكوك، عالم الفيروسات في «إمبريال كوليدج» بلندن، إن طفرات المتحور الجديد الكثيرة تعد مصدر قلق كبير.
واعتبر أن الطفرات الـ32 التي رصدت في بروتين «سبايك» الموجود على سطح الفيروس تمكّنه من تفادي المناعة البشرية بسهولة، وبالتالي انتشار الفيروس بسرعة بين البشر، مؤكداً أن الارتفاع الكبير في طفرات هذا الفيروس يجعله معدياً بصورة تفوق أي متحوّر آخر.
4 - ماذا يعني ذلك؟
عندما نظر علماء الوراثة وعلماء الفيروسات في الطفرات، أدركوا أن هناك احتمالية كبيرة لزيادة قابليتها للانتقال أو مساعدتها على التهرب من المناعة.
وبالتالي قد يكون متحور «أوميكرون» أكثر قدرة على الانتشار أو أكثر قدرة على إصابة الأشخاص الذين لديهم مناعة سابقة، إما من التطعيم أو العدوى، أو كليهما.
في نوفمبر 2020، عندما ظهر متغيّر «ألفا»، كان أكثر قابلية للانتقال بنحو 50 في المئة من النسخ الأولى للفيروس. أحدث هذا فرقاً كبيراً، ورفع عتبة مناعة القطيع من 66 في المئة إلى ما يقرب من 80 في المئة.
ومع متحور «دلتا»، أصبحت عتبة مناعة القطيع من 85 إلى 90 في المئة.
ولا يمكن أن يكون لدينا عتبة مناعة قطيع أعلى من 100 في المئة، إذ إنه مع كل ارتفاع في قابلية الانتقال، تكون المكاسب أقل، وفقاً لصحيفة «التايمز».
وإذا كان لمتحور «أوميكرون» قابلية أكبر للانتقال، فسيصبح لدينا المزيد من العدوى، وبالتالي سنقوم بتلقيح المزيد من البشر، وينتهي بنا المطاف في نفس المكان بعد ذلك بقليل.
5 - ماذا لو تهرَّب المتحور الجديد كلياً من المناعة؟
هذا هو أكثر من مصدر قلق للعالم. لقد تضرّرت المناعة الجماعية بالفعل مع متحور «دلتا».
هناك مخاوف جدية لدى العلماء من أن هذا قد يكون أسوأ مع متحور «أوميكرون».
إذا كان الأمر كذلك، فقد يتعين علينا التفكير في لقاحات مختلفة، التي ربما ستستغرق وقتاً أطول لتطويرها.
ووفق المعطيات الأولية، يبدو أن متحور «أوميكرون» الجديد قادر على الهروب من الأجسام المضادة، سواء نتجت عن اللقاحات أو أفرزها الجهاز المناعي بشكل طبيعي، لكن مدى قدرة المتحور المخيف على الانتشار بين البشر لا تزال مجهولة.
6 - ماذا عن علاجاتنا الأخرى؟
يمكن تقويض علاجات الأجسام المضادة، التي تستخدم للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بشكل خطير.
ومع ذلك، لن تتأثر الأدوية المضادة للفيروسات، التي تهاجم الإنزيمات التي يستخدمها الفيروس.
7 - متى سنعرف مدى سوء المتحوّر الجديد؟
كما هو الحال دائماً، تظهر المعلومات تدريجياً ومن ضبابية عدم اليقين تظهر صورة أوضح. يستغرق الأمر أسبوعاً على الأقل لإيجاد معلومات كافية حول متحور«أوميكرون» الجديد لبدء مشاركته مع الحكومات والمؤسسات العلمية.
ويتوقع مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة أن الأمر سيستغرق أسابيع عدة قبل أن تكون هناك بيانات معملية جيدة حول كيفية مقاومة الاستجابة المناعية للفيروس، وهناك أمامنا أسابيع وربما أشهر قبل أن نتمكن من الحكم على آثاره على أرض الواقع.
8 - كيف يقارن هذا المتحور مع المتغيّرات السابقة؟
كانت سلالة «دلتا» قد اكتُشفت أولاً في بريطانيا مطلع 2021، لكن في أواخر مارس الماضي كشف باحثون عن وجود سلالة جديدة من الفيروس في الهند، وصفت بأنها «مزدوجة الطفرة» وأطلق عليها «دلتا بلاس»، تسببت في انتشار الفيروس بصورة أسرع بكثير، وباتت «دلتا بلاس» مسؤولة عن الموجات المتتالية من الوباء في الهند وأوروبا وحول العالم.
وعندما خرجت الأمور تماماً عن السيطرة في شبه القارة الهندية، أرجع العلماء ذلك إلى الدور الذي تلعبه سلالات الفيروس، بما في ذلك السلالة الجديدة التي أطلق عليها في البداية اسم «المتحوِّر المزدوج»، في التفشي المخيف للفيروس هناك، وتسببت في التفشي الأسرع في العالم منذ انتشار الوباء خارج الصين منذ بدايات العام الماضي.
وبصورة عامة، تسمح الطفرات المفاجئة التي تطرأ على الفيروسات بالتكيف كما تجعلها أكثر ضراوة، وأكثر قدرة على مراوغة المناعة الطبيعية واللقاحات، وبالتالي يعتقد أن «أوميكرون» النسخة الأكثر شراسة من «كورونا» التي يجب على العالم مواجهتها الآن.
9 - كيف يتعامل العالم مع مواطن المتحور الجديد؟
سارعت دول عدة إلى حظر السفر من وإلى دول عدة تقع في جنوب أفريقيا، فيما انتقدت جنوب أفريقيا تلك القرارات، التي تشملها، على خلفية اكتشاف متحور «أوميكرون».
ويرجح أن تعمد دول عدة إلى تسريع وتيرة التطعيم وربما جعل الجرعة التعزيزية (الثالثة) إلزامية للكثيرين.
10 - لماذا يعد توقيت اكتشاف «أوميكرون» هو الأسوأ بالنسبة لأوروبا؟
قبل يوم واحد من انتشار التقارير في شأن «أوميكرون»، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً أصاب الأوروبيين بالفزع، إذ توقعت المنظمة أن ترتفع أعداد وفيات «كورونا» في القارة العجوز إلى 2.2 مليون وفاة بنهاية فصل الشتاء الحالي، إذا ما استمرت الموجة الحالية على حالها.
تقرير منظمة الصحة العالمية صدر في توقيت تحولت أوروبا فيه مرة أخرى إلى بؤرة وباء «كورونا» رغم تمتع القارة العجوز بمعدلات تطعيم مرتفعة، مما جعل النمسا تقر سياسة اللقاح الإجباري لجميع مواطنيها، وتفكر ألمانيا الآن في اتباع نفس السياسة، رغم المعارضة الشرسة من جانب المتمترسين خلف حرية التعبير.
عودة الوباء إلى أوروبا بتلك الشراسة في موجة رابعة مفزعة خلال الأسابيع القليلة الماضية، تسببت في حالة من القلق الشديد حول العالم، خصوصاً أن القارة العجوز تعتبر من أكثر مناطق العالم نجاحاً في حملات التطعيم ضد الفيروس القاتل.