قيم ومبادئ

اللاءات السياسية

تصغير
تكبير

لا تحصين للرئيس... لا تنازلات... لا تأجيل للاستجوابات؟ ثلاث لاءات سياسية ذكّرتني بثلاث لاءات صدرت عام 1967 بالخرطوم على خلفية نكسة 1967 واشتهرت القمة العربية آنذاك بقمة اللاءات الثلاث، لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.

في القاموس السياسي مصطلحات يحار المرء في معناها، فهي تختلف عن معناها اللغوي والاصطلاحي، فكلمة (لا) تعني نعم مع مرور الزمن، لكن مع رتوش التمسك بالثوابت ووحدة الصف وضرورة التنسيق وتجاوز الخلافات!

(والعاصي مع الزمن يلين).

هذه الحالة السياسية العربية بشكل عام لا أجدها تختلف عن وضعنا النيابي اليوم سوى بشكل إخراج (حفلة الزار).

فقد أوصى وزراء المالية والاقتصاد العرب باستخدام وقف ضخ النفط كسلاح في المعركة، ومع ذلك ومع مرور الزمن توصل الخبراء في مؤتمر القمة (استنساخ) مفاده أن ضخ النفط يمكن استخدامه كسلاح إيجابي (!) لأن النفط هو أهم مورد للدول العربية، ومن الأفضل استخدام الاقتصاد في تعزيز أوضاع الدول العربية المتأثرة مباشرة بالعدوان الصهيوني بحيث تصبح هذه الدول قادرة على الصمود في المعركة، وبالتالي تقرّر بالاجماع استئناف ضخ النفط؟

ثم زادت الفذلكة فقالت: إن النفط هو المورد العربي الإيجابي الذي يمكن أن يستخدم في خدمة الأهداف العربية فارتفعت نسبة مساهمة الدول الخليجية في دعم الجهود المبذولة لتمكين الدول المتضررة من جراء العدوان من الوقوف بحزم في وجه أي ضغوط اقتصادية! وفي هذا المخاض العسير تولّد الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي على أساس توصية من مؤتمر بغداد، كما قرّر المؤتمر ضرورة الإسراع في القضاء على القواعد الأجنبية في الدول العربية، لكن تحولت هذه الضرورة السريعة وانقلبت إلى حاجة مزمنة لبقاء القواعد الأجنبية في البلاد العربية، ما يثبت أن العرب غير قادرين على حل مشاكلهم تماماً كالمعارضة عندنا التي تفككت على صخرة اللاءات الثلاث!

إنّ الثبات على المبادئ والقيم لا يعني التصلب في المواقف والجمود بل الأمر مرتبط بتقدير المصالح والمفاسد بصدق، ثم العزيمة على الرشد، ولا يمكن إصلاح الأوضاع بجرّة قلم أو بالصراخ أو حتى بالقانون المجرد.

ذلك لأن طريق الإصلاح طويل وشاق ولا يقوى عليه إلّا فحول الرجال.

لقد وجدنا تقلب المواقف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تبعاً لحسابات ضيقة وبعد شيوع وسائل التواصل الاجتماعي وتدفق المعلومات أصبح من السهل بمكان العثور على تناقضات النواب والرموز السياسية بحيث (خذ وخل) من كلامهم.

فما كان يعارضه بالأمس أصبح اليوم من أشد المدافعين عنه!

والعكس صحيح وهناك من تراجع عن تلك المواقف وبعضهم دخل في سيستم العملية السياسية وأصبح جزءاً منها، فهاهم يجلسون اليوم بعدما تقاتلوا ويشكّلون ملامح المرحلة المقبلة وتحدّثوا في كلماتهم وبرعوا في محو ذاكرة الكويتيين من خلال طرح رؤى جديدة لمصالحة وطنية أو تغيير في قواعد اللعبة التي تنظر إلى مصلحة الوطن وتبتعد عن كل الاجتهادات الشخصية!

لكن الكثير من الشعب يقول ربما كان عليهم غير ذلك، كأن يقولوا كنا مخطئين؟ مع ترك الاستمرار بالنهج السابق ذاته.

والذرائع التي تذرعوا بها أثناء المعارضة والغالبية منذ بدايتها كانت وما زالت ماثلة أمامهم اليوم حيث فشلوا في تقديم نموذج وطني ناجح للعلاقة بين السلطات وكرّروا السيناريو السابق نفسه، ولم يتغير واقع المواطن.

نحن مع العفو والمصالحة والتعايش والتوافق مع الذات، لكن في سبيل مصلحة الوطن ولغرض التنمية والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص وعبور المرحلة، لا أن يتم ذلك لأجل التحالفات والمناصب، وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، والشعب يتطلع إلى وجوه جديدة غير مستهلكة ولا تبحث عن مصالح قبلية أو طائفية، دماء جديدة تملك التخصص في التجارة والصناعة والزراعة وهذه أعمدة الاقتصاد الثلاثة تتبلور لديها صورة الكويت للنجاح والتنمية وتنفض عن الشعب غبار حرب الأخ لأخيه والجار لجاره والولد لأبيه!

فهل نعي ذلك؟

الخلاصة:

اعطوني نائباً واحداً خرج من المجلس مثلما دخل؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي