No Script

ضرورة تكثيف زراعة الأشجار في الشوارع والمزارع

تخضير الصحارى... لمواجهة «الاحتباس الحراري»

تصغير
تكبير

- بهبهاني:
- يجب العمل على التنويع النباتي وتطبيق أسلوب «الزراعة البينية»
- مطلوب زيادة ضخ المياه المعالجة رباعياً إلى مزارع الكويت
- التركيز في الحقول والمحميات على زراعة الثمريات والورقيات
- قبازرد:
- نجاح العمل الزراعي يتوقّف كثيراً على حُسن التعبئة والعرض
- لنجاح الزراعة البينية يستحسن غرس النخلة بعيدة عن أختها بـ 8 أمتار

الحل الأمثل لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري هو العمل على تكثيف التخضير والتشجير في المناطق الصحراوية من الكويت، وكذلك التشجير في المناطق السكنية... هذا ما أكده المزارع ورجل الأعمال المعروف نصر الله بهبهاني لـ «الراي»، الذي قال «إن المعضلة، التي تواجه جميع دول العالم ومن بينها الكويت تتمثّل في الاحتباس الحراري، ولا سبيل لتجاوز هذه المشكلة إلّا بتكثيف زراعة الأشجار والشجيرات والنخيل والسدر وغيرها، في شوارع بلادنا بوجه عام وفي مزارعنا بوجه خاص، والأكثر إبداعاً لحل المشكلة هو تحويل الصحارى إلى مناطق خضراء تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء».

ودعا بهبهاني إلى ضرورة تطبيق الدراسات العلمية لمواجهة المشكلة التي تنادي بضرورة زيادة المساحات الخضراء في المناطق الصحراوية بالبلاد، عن طريق زراعة أشجارٍ سريعة النمو تستطيع تحمل الظروف المناخية المتطرفة للصحراء، كالجفاف وتباين درجات الحرارة بين الليل والنهار، وريّها بمياه البحر المعالجة من وحداتٍ لتحلية مياه البحر عبر شبكةٍ من القنوات العملاقة.

وأضاف «من المشكلات الأخرى التي تواجه المزارعين في الكويت توفير مياه الري الرخيصة، ويمكن علاج تلك المشكلة عن طريق زيادة ضخ المياه المعالجة إلى مزارع الكويت، وجر المياه العذبة عبر الناقلات البحرية العملاقة من دول غنية بالماء الطبيعي (العذب) إلى خزانات كبيرة في جميع مناطق الكويت وأولاها الوفرة والعبدلي».

وأوضح أنه يعتمد التنويع النباتي في حقول مزرعته وبيوتها الزراعية الحديثة (المحميات)، منادياً بضرورة تطبيق الزراعة البينية بين المئات من أشجار النخيل المثمر، لافتا إلى أنه تتم زراعة الأشجار والشجيرات الصحراوية المناسبة للبيئة الكويتية في شوارع مزرعته وتقاطعاتها في الوفرة.

بدوره، أكد المشرف على مزرعة «بهبهاني» المهندس حسين قبازرد، أن هناك اهتماماً كبيراً في المزرعة بالزراعة البينية صيفاً وشتاءً، مشيرا إلى أنه يركز في الحقول والبيوت الزراعية على زراعة العديد من الثمريات والورقيات، وخصوصاً الآسيوية والأوروبية، لتوفيرها طازجة لهاتين الجاليتين الكبيرتين في الكويت.

وأوضح قبازرد أن نجاح العمل الزراعي يتوقّف كثيراً على حُسن التعبئة والعرض، في مراكز التسويق النموذجية المرموقة، حيث تُباع الثمريات الطازجة بالعبوة والحبة والوزن الخفيف، وليس بالصندوق والوزن الثقيل، فيستهلك الكثير من الناس نصف الصندوق تقريباً ويرمي النصف الآخر، موصياً الأسرة النموذجية بأن تبتاع من أسواق الخضار والفواكه المركزية بالعبوة أو الحبة أو الوزن الخفيف، المناسب لعدد أفراد الأسرة، وليس بالصندوق الكبير والوزن الثقيل، لأن الثمريات متوافرة يومياً في الأسواق المحلية، وخير للأسرة أن تأكلها حسب حاجتها، طازجة نضرة، من دون زيادة أو نقصان، توفيراً للنفقات للغذاء الآمن صحياً، وأن تغسل الثمار بالماء والمحلول المزيل لبقايا المبيدات المستخدمة للوقاية والعلاج من الآفات والأمراض الوبائية، قبل أكلها وطبخها.

وقال «كي نفلح في الزراعة البينية، لا سيما بين النخيل المثمر، يستحسن أن نزرع النخلة بعيدة عن أختها بحدود 8 أمتار، وأن تروى النباتات المزروعة بينها- كل حسب وقته أو موعده - بالتنقيط باستخدام المياه المعالجة رباعياً أو المياه العذبة».

الاستفادة القصوى من مياه الصرف

قال المشرف على مزرعة بهبهاني المهندس حسين قبازرد «إن الاستفادة القصوى من مياه الصرف الصحي في الزراعتين الإنتاجية والتزيينية أفضل من رميها في البحر، فتلوثه وتقتل بعض أسماكه».

وأضاف: أما توفير المياه العذبة، سواء عبر التناكر من محطاتها الرئيسة أو عبر محطات التحلية فمكلفة على الدولة والمزارع سواء بسواء، ناهيك عن الأضرار المترتبة على التوسع باستخراج المياه العذبة من مكائن التحلية، وطبعاً مياه آبارنا الارتوازية صليبية (مالحة) لا تصلح لزراعة الورقيات والثمريات بالمطلق، كما أنها لا تصلح للتبريد الكرتوني وإذا حفرنا الآبار (الفوّارة) لمستويات موغلة في باطن الأرض، يمنعوننا، ومعهم حق... إذاً السبيل الأفضل كما أرى جلب المياه العذبة من دول غنية فيها لبلادنا ومناطقنا الزراعية، وللكلام بقية.

تنظيم العمل في «المحميات»

لدى زيارة «الراي» لمزرعة بهبهاني، لوحظ تنظيم العمل في المحميات الزراعية المكيفة، كما لوحظ التنوع الزراعي والنباتي فيها، حيث تزرع اللوبيا والفاصوليا والفلفل بنوعيه الحار والبارد والخيار والطماطم والسلق الأحمر والباذنجان بثلاثة ألوان، أبيض وأسود كبير، وبنفسجي (ملون) صغير، وحتى الفجل بلونيه الأحمر المدور والأبيض المطوّل، وكلها مزروعة بنظام وترتيب في بيوتها الزراعية ذات المراوح الهوائية وذات التبريد الكرتوني المحكم، أما في الحقول وبين النخل المثمر، توجد الخضرة النضرة، بالورقيات الخضراء والذرة والبامية وغيرها من الخضراوات الأخرى، وكذلك زراعة النباتات التي تتغذى عليها الأغنام والماشية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي