No Script

يجتمع مع مؤسس «آبل» ستيف جوبز في أنّ كنيته ليست لأبيه البيولوجي

جيف بيزوس... شيء من العطف وكثير من البراعة

جيف بيزوس
جيف بيزوس
تصغير
تكبير

- اختار اسم «أمازون» لأنها تبدأ بالألف لتكون على رأس محرك «غوغل»
- يرفض منح العاملين مزايا كبقية الشركات مثل الطعام المجاني والتدليك
- سوء تعامله مع موظفيه وشروطه المجحفة للعمل تجعله منتَقداً
- استعان بمدرب سلوكي للسيطرة على غضبه
- يحب شراء العقارات ودفع 250 مليون دولار لشراء «واشنطن بوست»
- 42 مليون دولار أنفقها لبناء ساعة تحت الأرض ضمن مشاريعه المزاجية
- رغم ثروته الضخمة يتقاضى راتباً بنحو 81.8 ألف دولار
- مهووس بالفضاء ويعتقد أنه لا مستقبل للبشرية على كوكب الأرض

عوامل مشتركة كثيرة تجمع بين أثرياء العالم، ولكن لعل أغرب هذه العوامل التي تجمع بين مؤسس شركة «آبل» الراحل ستيف جوبز ومؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس، الكنية.

فالكنية التي يحملها كل منهما لا تمثل الكنية المتعارف عليها، أي كنية الأب، وإلا لكان اسم الأول هو ستيف جندلي، والثاني جيف يورغنسن، ولكن الأقدار شاءت أن يقدم الزوجان جندلي ابنهما الرضيع للتبني من قبل عائلة جوبز وأن يتبنّى زوج والدة جيف طفلها من رجل آخر ويمنحه كنيته بيزوس.

ولكن أوجه التشابه لا تقف عند حد الأسماء، فقد أشاح ستيف جوبز وجهه عن والده البيولوجي المهاجر السوري عبد الفتاح جندلي، ولم يعر تلك الحقيقة أي اهتمام بل إنه دعا بعض أصدقائه إلى المطعم الذي كان يمتلكه جندلي وعندما تقدّم صاحب المطعم لإلقاء التحية على الرجل المشهور لم يكلف ستيف نفسه عناء الكشف عن صلته بالرجل ويقال إنه أعرب لاحقاً عن عدم ارتياحه له.

ومثلما بقي والد ستيف جاهلاً لسنوات أن ستيف جوبز ابنه بقي والد جيف بيزوس الدنماركي الأصل تيد يورغنسون جاهلاً لسنوات لحقيقة أن الملياردير جيف ابنه وأن الكنية بيزوس هي كنية المهاجر الكوبي الذي تزوج من مطلقته.

فما هو سر هذا الفتور العاطفي لدى الاثنين تجاه والديهما البيولوجيين؟ قد تكون الإجابة هي في ما تنقله مجلة «بيزنس إنسايدر» عن بيزوس إنه قال ذات مرة إنه تعلم من جده لأمه الذي تأثر به كثيراً أن «كون المرء عطوفاً أمر أصعب من أن يكون بارعاً».

نزعة استقلالية

ومن المؤكد أن بيزوس كان بارعاً منذ طفولته، وتذكر المجلة إنه وهو لا يزال يحبو قام بتفكيك سريره المخصص للأطفال لأنه كان يريد النوم على سرير عادي.

هذه النزعة الاستقلالية المغامرة بقيت معه طوال سني حياته، ومع أن جديه لوالدته كانا ميسوري الحال ويمتلكان مزرعة في تكساس كان بيزوس يمضي أشهر الصيف فيها ويساعد في أعمالها إلا أنه كان يبحث دائماً عن مجال للعمل المستقل.

وبعد تخرجه في جامعة برنستون المرموقة بشهادة في علوم الكمبيوتر رفض عروضاً للعمل في شركة «انتل» واختار بدلاً من ذلك العمل في مجال صناديق التحوط.

إطلاق «أمازون»

ويكشف مقال «إنسايدر» عن أن التحول الكبير في مجرى حياة بيزوس حدث 1994 عندما قرأ أن الانترنت نمت بمعدل 2300 في المئة خلال عام واحد، وقرر أن يستغل هذا المجال الجديد بإنشاء شركة لبيع الكتب أونلاين أطلق عليها اسم «أمازون»، ويقال إن السبب الرئيسي لاختياره للاسم هو أنه يبدأ بحرف (أ) وبذلك يكون على رأس قائمة البحث التي يدخلها المتصفح على محرك «غوغل».

وتقول المجلة إنه خلال الشهر الأول فقط من إطلاق الشركة نجحت في بيع الكتب في كل الولايات الأميركية وفي 45 بلداً الى ان تم طرح أسهمها للاكتتاب العام في 1997.

ولكن أسلوب بيزوس في العمل اجتذب انتقادات عديدة، خصوصاً في ما يتعلق بتعامله مع موظفيه وبشروط العمل المجحفة لهم، وتقول المجلة إنه كان كثيراً ما يستشيط غضباً عليهم ما دفعه في نهاية الأمر للاستعانة بمدرب سلوكي للسيطرة على غضبه.

وتتحدث المجلة عن نفور بيزوس من طريقة تقديم الموظفين لاقتراحاتهم باستخدام برنامج «باور بوينت» ويصر بدلاً من ذلك على تقديمها مطبوعة في عدد محدد من الصفحات، كما أنه يرفض منح المزايا التي تقدمها كثير من الشركات للعاملين مثل الطعام المجاني وخدمة التدليك.

واليوم وبعد مضي أكثر من 20 عاماً على طرح أسهم أمازون للاكتتاب العام بات حجم رأسمالها السوقي يقدر بما يزيد على 1.56 تريليون دولار، وهي في توسع مستمر في نوع المنتجات التي تبيعها وفي البلدان التي تنشط فيها، وجاءت جائحة كورونا لتعطي الشركة دفعة إضافية نتيجة ازدياد طلبات الشراء أونلاين بسبب قرارات الإغلاق.

أموال طائلة

ماذا يفعل بيزوس بأمواله الطائلة؟ تجيب المجلة عن السؤال بسرد أمثلة على تبرعاته للمنظمات الخيرية وللقضايا التي يؤمن بها، ولكن تبقى الكفة راجحة لمشترياته سواء كانت عقارات أو مؤسسات إعلامية، مثل دفعه 250 مليون دولار لقاء امتلاك صحيفة الـ «واشنطن بوست».

إلا أن تبرعاته الخيرية تبدو هزيلة أمام إنفاقه على مشاريع مزاجية مثل تخصيصه 42 مليون دولار وتبرعه بجزء من أرض له في تكساس لمشروع «ساعة الحاضر المديد» وهي ساعة ضخمة تحت الأرض مصممة للعمل 10000 سنة بلا توقف.

ويبقى المشروع الذي يبدو أنه الأغلى على قلب بيزوس شركة «بلو أوريجين» للسفر الى الفضاء في مركبات يمكن إعادة استخدامها، فهذا المشروع كاد أن يكلفه حياته عام 2003 عندما تحطمت مروحية كان يستخدمها لاستطلاع مكان مناسب في ولاية تكساس لإقامة منشأة تجارب لصاروخ «بلو أوريجين».

نجا بيزوس من الحادث بجروح بسيطة، ولكن ذلك لم يردعه عن تحقيق حلمه في يوليو الماضي بالتحليق في أحد صواريخه الى حدود الفضاء الخارجي.

هذا الهوس بالفضاء يشكل قاسما مشتركا بين بيزوس ومنافسه على المركز الأول في الثراء في العالم، ايلون ماسك. وهو مثل منافسه يدافع عن تطلعه الى كواكب أخرى بأنه نابع من اعتقاده منذ سن المراهقة بأنه، كما قال لأحد مدرسيه، لا مستقبل للبشرية على كوكب الأرض.

الأمل الوحيد للإنسان بالبقاء هو بالنسبة له كما لماسك استعمار كواكب أخرى، وربما ترك الأرض لتكون متنزها طبيعياً شاسعاً.

ثروة بـ 200 مليار دولار

ثروة بيزوس التي تقدر حالياً بـ 200 مليار دولار تضعه في المركز الثاني بين أغنى الرجال في العالم بعد ماسك. ولكن الراتب السنوي الذي يتقاضاه يبدو متواضعاً أمام هذا الرقم، اذ تنقل المجلة عن وكالة «بلومبيرغ» أن راتبه الصافي وفق حسابات الوكالة هو مجرد 81840 دولاراً.

ومن المحتمل أنه كان سيحتل المركز الأول لولا تسوية طلاقه عام 2019 من زوجته لـ 25 عاما ماكينزي سكوت التي حصلت بموجبها على أسهم له في «أمازون» بما يعادل 35 مليار دولار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي