No Script

ألوان

برنامج «دخينة»

تصغير
تكبير

«دخينة»، هو برنامج تلفزيوني فني موسيقي غنائي من إعداد وتقديم الدكتور يوسف السريع، بمشاركة الدكتور أحمد الصالحي، إضافة إلى بعض الموسيقيين منهم المايسترو الدكتور بسام البلوشي وإخراج خالد السهلاوي.

ومن خلال مشاهدتي للبرنامج في أكثر من حلقة، فإنه برنامج رائع وممتع، كونه يسلّط الضوء على الموروث الفني مثل السامري وفن الصوت بأنواعه، وبتفاصيل تاريخية وفنية ومعلومات قيمة عن انتقال فن الصوت بين منطقة الخليج العربي والعرب في الهند وتأثر بعض أنواع فن الصوت بطبيعة الغناء الهندي، إضافة إلى بعض الأخبار والمعلومات عن بعض الفنانين الكويتيين، ناهيك عن بعض المصطلحات الأكاديمية الموسيقية التي لا يعرفها إلا أهل الاختصاص.

وكلمة «دخينة» كما كتب الدكتور يوسف السريع في تغريدة له، إنها تسمية أطلقها الفنان عبدالله الفرج على ديوانه الذي يعقد بها جلساته الفنية ويعزف بها أجمل ألحانه، وكانت مزاراً لمحبي سماع الموسيقى والفنون الشعبية، وكلمة «دخينة» هي الدار التي ليست بها شبابيك، وبها موقد نار ينتج منه دخان يُشعر مَن في داخلها بالدفء في فصل الشتاء.

إنّ من يشاهد برنامج «دخينة»، فإنه حتماً يستمتع به من حيث الإعداد وتقديم أنواع كثيرة من فن الصوت لفنانين خلال القرنين الماضيين، خصوصاً أن تلفزيون الكويت مطالب بإتاحة الفرصة لإنتاج برامج ذات طابع تراثي موسيقي، فمثل هذا البرنامج مميز، كما أن عملية الإعداد بحاجة إلى جهد خاص من قبل متخصص أمثال الدكتور أحمد الصالحي، وليس مثل بعض البرامج التي يمكن وصف إعدادها بالضعف والسطحية وجل معلوماتها قد تكون غير دقيقة، لأنها مستقاة من قبل مصادر غير دقيقة مثل الإنترنت!

ولكن، تمنيت لو تم تقديم البرنامج بصورة أفضل، فالأستاذ الدكتور أحمد الصالحي هو متخصص في الموسيقى، وربما في فن الصوت ومن يشاهده في البرنامج لا يمتلك إلّا الإشادة بالمعلومات التي يقدمها أمام المشاهد، وهي لم تأتِ من فراغ، بل من رجل باحث ومتخصص لديه القدرة على الغوص والاختيار في الموروث الغنائي، وتلك نقطة تحسب للدكتور الصالحي، وعندما يقوم بغناء تلك الأصوات إنما يقدم لنا وثيقة مرئية لموروثنا حتماً سيستفيد منها الباحثون في المستقبل، ويمكن الاستعانة ببعض مطربي فن الصوت وفي مقدمهم الفنان سلمان العماري، ولا يعني ذلك أنّ صوت الدكتور الصالحي سيئ، لكن لو نظرنا إلى المطربين محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً فإن خامات أصواتهم متفاوتة وكذلك الأمر بالنسبة للأداء.

والأمر نفسه بالنسبة للمذيع الدكتور يوسف السريع، فهو ومن خلال مشاهدتي للبرنامج، فإنه يمتلك معلومات قيمة عن فن الصوت وعن الموروث الفني والموسيقى، وإن كان ليس بقدر الدكتور الصالحي، وقد حقق السريع تميزاً كبيراً من خلال هذا البرنامج الرائع، بيد أنه ما زال بحاجة إلى التدريب كيف يقوم بتطوير أدواته كمذيع ومقدم لبرنامج فني، وربما عمله الإداري طوال تلك العقود من الزمن أثرت سلباً على أدائه كمذيع، لكنه يمتلك أدوات تمكنه من التطور ليصبح مذيعاً متمرساً ومتخصصاً في البرامج، وهو قادر على تقديم الأفضل متى ما خضع للتدريب على يد بعض رموز المذيعين في الكويت من الكفاءات الإعلامية الكويتية فهم كثر وهم زملاؤه، وبالتالي فإنه قادر على الاستفادة من خبراتهم بسهولة وبسرعة، وهناك ظاهرة فان يوسف السريع ليس أول من كان مدير إدارة بالإعلام وقام بتقديم برامج، وليس هناك مشكلة في أن يقوم موظف إداري في الإعلام بتقديم برامج إذاعية أو تلفزيونية شرط أن يكون مؤهلاً للقيام بذلك من أجل الحفاظ على صورة تلفزيون الكويت، ومن يعمل بالإعلام فإنه يبقى يتعلّم إلى ما لا نهاية ولا عيب في ذلك، وليس لديّ شك في أن يوسف السريع قادر على تقديم الأفضل من خلال التطرق لأفكار جديدة بعيدة كل البعد عن التقليد كما هو الحال في البرنامج الناجح «دخينة»، فهو صاحب الفكرة ومن حقه أن يفتخر بذلك، خاصة أن البرنامج يحظى بمتابعة من بعض الدول الخليجية التي يجمعنا معها الموروث الشعبي مع اختلافات بسيطة شرحها الدكتور الصالحي.

إنني سعيد جداً بمتابعة برنامج «دخينة»، فهو يضم بعض العناصر الموسيقية الكويتية التي لم نكن نسمع منهم كونهم يقومون بالتدريس في المعهد العالي للفنون الموسيقية فوجدوا بالبرنامج فرصة ذهبية لاستعراض مواهبهم في العزف، كما أنهم يشاركون في الحوار في بعض الأحيان، وتلك نقطة تحسب للمخرج قائد فريق العمل، وكذلك فريق الإعداد الأمر الذي يعكس روح الأسرة والفريق الواحد، وهو عامل مهم في نجاح البرنامج، بل ان فريق الكورس كان رائعاً كما أن الجهد المبذول في البروفا انعكس إيجابياً على الأداء العام.

وفي الختام، نتمنى من وزارة الإعلام السماح باستمرار برنامج «دخينة»، كما نرجو أن يكون هناك برامج مماثلة مثل الفنون البحرية، وهناك فرق شعبية متخصصة أهمها فرقة حمد بن حسين للفنون البحرية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي