No Script

وجع الحروف

خطاب مسلم البرّاك بعد «الغياب»!

تصغير
تكبير

مساء الخميس الماضي، كان هناك حديث قد يكون مُختلفاً أمام جموع حضرت للاحتفاء بعودة الرمز مسلم البراك بعد غياب طويل... إنه خطاب مسلم البراك بعد «الغياب»!

وجّه البرّاك خطابه أمام حشود كبيرة بادئاً بشكر سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه وشافاه، على صدور العفو باستخدامه الحق الدستوري للمادة 75، مناشداً سمو الأمير بـ «العابد الناسك... إن الكويت تنتظر منك الكثير».

وطالب البراك بضرورة «توحيد المعارضة على أسس وطنية واضحة، وحرص على وجوب عدالة اجتماعية وتكافؤ للفرص وتوزيع عادل للثروة» وإنه مسلم البراك لم يتغيّر، ويجيد فقط صهيل الخيل («الراي» عدد الجمعة الماضي).

إننا أمام وضع مختلف، وقد يكون امتداداً للماضي القريب، والسؤال هنا: هل ستختلف الأوضاع وتتوحّد المعارضة؟

معلوم أن الشارع الكويتي يحتاج لرمز يقوده إلى الإصلاح المبتغى... وها هو عاد مسلم البراك ونتمنى أن نتعلّم من دروس الأمس!

أول أمر يفترض أن تحتويه أطراف المعارضة يكمن في مراجعة المنتسبين لها... فالجميع يعلم بمن هو حوله «هذا محسوب على فلان، وهذا محسوب على تلك الكتلة، وذاك مندس، وأنت ماشي»!

لذلك، نخشى أن يظل بعض المتسلقين على ظهر المعارضة مصدراً لإفشال ما يأمل به البراك بعد عودته!

وكنت منذ سنوات عدة حذّرت من أطراف تنتمي للمعارضة، وهي محسوبة على أطراف آخرى، وكان آخره مقال «مجلس 2020 ونهج المعارضة المعتدلة» نشر في 5 ديسمبر 2020، وقبلها مقال «معارضة متنكرة» نشر في 26 مارس 2017، فماذا نقصد؟

نقصد بالضبط ما ذكره النائب السابق العائد بعد طول غياب، مسلم البراك، لكن كيف لنا تحقيق ذلك في ظل استمرار البعض في وجوده بمحيط المعارضة القديمة وقد يبقى مقرباً بعد الخطاب... هنا هو مربط الفرس؟

أعتقد والله أعلم أن القادم من الأيام سيكشف بعد عودة النائب السابق الدكتور فيصل المسلم فيما كانت ستظل كما كانت، أو ستخرج المعارضة بنهج جديد ورؤية وأهداف إستراتيجية واضحة كما طالب بها البراك!

لنعود إلى التاريخ منذ عام 2009، ونبحث في أحداثه ومجرياته وأطرافه ومن كانوا محسوبين على المعارضة، وعند «فلترة» القائمة بدخول المعارضة من يستحق لقب «عضو معارض» وفق معايير واضحة وأهداف ملزمة يكون فيها العمل جماعياً ومنظّماً.

الزبدة:

مكافحة الفساد تحتاج عملاً منظّماً يؤمن فيه الجميع بـ «صهيل الخيل» الذي ذَكره مسلم البراك.

ومكافحة الفساد تبدأ من النواب أنفسهم السابقين والحاليين... وعندما نرى المعارضة بأعضاء لا تشوبهم شائبة قد اجتمعت وتوحّدت على رؤية وأهداف وإستراتيجيات محدّدة، نستطيع القول إننا أمام عهد جديد، فمعلوم جيداً أنه لا توجد ديموقراطية حقيقية بلا معارضة سليمة وطنية الحس، بعيداً عن «المعارضة الانتخابية» التي أفسدت كل شيء... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي