«قبل أعوام كان هناك خجل من العمل في التلفزيون واليوم تغيّر الوضع»
سمير حبشي لـ «الراي»: الدراما أصبحت بأهمية السينما
- على الممثل أن يُحْسِن الاختيار لأن المسألة ليست «يا رب تيجي في عينه»
انتهى المُخْرِج اللبناني سمير حبشي من تصوير مسلسل «بكير» عن نص للكاتبة كلوديا مرشليان، ويشارك في بطولته عمار شلق، كارول الحاج، رندة كعدي، وغبريال يمين، ومارينال سركيس وغيرهم، والعمل من إنتاج شركة «day two».
في هذا الحوار مع «الراي»، يتحدث حبشي عن عمله الجديد وتحضيراته السينمائية للفترة المقبلة، معتبراً أن الدراما أصبحت بأهمية السينما.
• ما تفاصيل عملك الجديد؟
- لا يمكنني أن أتحدث كثيراً عن تفاصيل العمل بطلبٍ من شركة الإنتاج.
• ومَنْ هي الشركة المنتجة للعمل؟
- «day two». المسلسل لبناني محلي بعنوان «بكير»، وتشارك فيه مجموعة من الممثلين اللبنانيين.
• كنت تحضّر لفيلم سينمائي جديد. ما مصيره؟
- العمل من إنتاج غابي خوري، وسأعمل على تنفيذه خلال الفترة المقبلة. كان من المفترض أن أنجز هذا المشروع العام المنصرم، لكن أزمة «كورونا» أفسدت كل المشاريع.
• برأيك، هل أخذت المنصات دور السينما؟
- الدراما التلفزيونية أصبحت بأهمية السينما في هذه المرحلة، ولذلك يجب ان تكون الدراما المشتركة بأهميتها وأن يفتح كل مسلسل نقاشاً اجتماعياً يخص المجتمع.
في أميركا وفرنسا، اتجه عدد كبير من المُخْرِجين السينمائيين للعمل في التلفزيون لأن الدراما التلفزيونية صارت منوّعة وواسعة جداً، كما أن هناك إقبالاً كبيراً على مشاهدة المنصات مقابل تراجُع كبير في الإقبال على صالات السينما.
ومن هنا، فإن من المهم جداً أن تصبح الدراما أكثر جدية.
في الماضي، كنا نخجل أن نقول إننا نعمل في مجال الدراما، أما اليوم فلم يعد هذا الخجل موجوداً، لكن شرط تقديم دراما جدية تطرح مواضيع جريئة كما يحصل في الأفلام.
• ما صحة ما يتردد عن أن أساتذة الجامعات ينفّرون الطلاب من العمل في التلفزيون ويقولون إنه للمال والشهرة فقط؟
- لا أعرف إذا كان هذا الأمر موجوداً في بعض الجامعات، ولكنني لا أقول لطلابي كلاماً مماثلاً، بل أنصحهم بالعمل في أيّ مكان، وأشدد عليهم بألا يبقوا من دون عمل. الوضع الذي أشرتِ إليه كان موجوداً قبل خمسة عشر عاماً، وكان هناك خجل من العمل في التلفزيون، إذ يفضّل الجميع المسرح عليه، لكن في هذه المرحلة، وبعدما حلّت الدراما مكان السينما، تغيّر الوضع وصارت هي الأهمّ، وبات الممثلون يحبون المشاركة فيها لأنها المجال الوحيد الذي يصنع اسماً لهم، بينما أي عمل مسرحي يُقدّم سنوياً لا يتجاوز عدد مشاهديه 2000 شخص.
الرائج اليوم هو المسرح التجريبي، الذي يعرض أعمالاً لا تتجاوز فترة عرضها شهراً أو شهرين أو حتى أسبوعيْن، وهذه الأعمال تُقَدَّم عادة للمتعة الشخصية أو لهواة المسرح ومحبيه، في حين أنه مطلوب من الممثل كي يصبح مشهوراً ومطلوباً لفيلم سينمائي، المشاركة في أعمال درامية.
مثلاً، طُلبت ريتا حايك ودياموند بوعبود للعمل في أفلام أجنبية، لأنهما عُرفتا من خلال الدراما، أما المسرح فلا يتيح أمام الممثل الفرصة للوصول إلى هذه الأعمال.
لكن يجب أن تكون المشاركة في أعمال جيدة، لأن الدراما السيئة يمكن أن تسيء للمثل وأن تقلل من قيمته.
ومن هنا مطلوب من الممثل أن يُحْسِن اختيار السيناريو الذي يشارك فيه والمُخْرِج الذي يمثّل تحت إدارته، لأن المسألة ليست «يا رب تيجي في عينه».
ويفترض بالممثل أن يكون منطقياً مع نفسه وأن يختار العمل الذي يقول شيئاً والذي يضيف إلى مسيرته الفنية.
• تعمل في الدراما اللبنانية التي ينعيها غالبية الممثلين ويعتذرون عن عدم المشاركة فيها نظراً لضعف الإنتاج ولقلة عدد الأعمال التي تُنتج سنوياً. فهل هذا يعني أن العمل فيها مُخْجِل؟
- هذا الكلام مضحك! وكل شخص حرّ في ما يقوله، ولكن هل الدراما منفصلة عن مجتمعها؟ وهل الممثلون لا علم لهم بالأزمة التي يُعاني منها لبنان، وبإذلال الناس على محطات الوقود وسرقة المصارف لأموالهم! ويفترض بالدراما أن تتناول هذه التفاصيل.
هل هم يريدون دراما تعكس واقعاً مختلفاً وأن يكون كل همّهم تَقاضي المال لا أكثر؟ هذا أمر غير منطقي.
لبنان يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، والدراما هي ابنة هذا البلد وهي أيضاً تمر بأزمة مثله.
هذا الكلام يعكس قلة وعي، لأن سوق الدراما المحلية في لبنان هو المحطات اللبنانية، وهذه المحطات غير قادرة على الإنتاج بسبب عدم توافر المال نتيجة تردي وضع السوق الإعلانية، وهذا الأمر انعكس على الدراما. في المقابل، هناك رواج للدراما المشتركة والممثلون اللبنانيون يعملون.
الإعلان هو الذي يحرّك السوق.