مثل «جونسون آند جونسون» و«توشيبا» و«جنرال إلكتريك»
لماذا تفكك الشركات الكبرى نفسها للأصغر؟
- «وول ستريت» تكره الشركات الضخمة لأنها لا تعرف كيف تقيمها بشكل صحيح
يلاحظ هذه الأيام ظاهرة في عالم الشركات العالمية الكبرى، وهي تفكيكها إلى كيانات أصغر وربما بنية إعادة تشكيلها من جديد.
وبحسب شبكة «سي إن إن» أعلنت شركات مثل «جونسون أند جونسون» و«توشيبا» و«جنرال إلكتريك» أخيراً عن خطط لتجزئة نفسها إلى كيانات أصغر حجماً في اتجاه قد يكون لا يزال في بداياته.
وتضيف الشبكة أن الشركات الكبرى ضخمة وثقيلة وأن «وول ستريت» تكرهها لأنها لا تعرف كيف تقيمها بشكل صحيح، إذ وصلت هذه الرسالة إلى رؤساء ومجالس إدارة الشركات الكبرى وأقنعتهم بأن الأصغر هو الأفضل.
وقسمت «جونسون أند جونسون»، على سبيل المثال، إلى شركتين، واحدة للمنتجات الاستهلاكية وأخرى للأدوية والأجهزة الطبية، وكذلك الحال بالنسبة لشركات صيدلانية كبرى مثل «فايزر» و«ميرك» و«غلاكسوسميث كلاين» التي إما قامت بفصل أقسام كبيرة عنها في السنوات القليلة الماضية، أو أنها تخطط لذلك.
ويلاحظ التقرير أن هذا المنحى لا يقتصر على شركات الرعاية الصحية، بل يمتد إلى شركات صناعية مثل «توشيبا» و«جنرال الكتريك» اللتين فصلتا أجزاء منهما إلى كيانات أصغر.
ونقل التقرير عن مديرة إستراتيجية الاستثمار في شركة «سو في» للتمويل ليز يونغ تفسيرها لهذا الاتجاه بقولها: «لكي تحافظ الشركات على بقائها ومواكبتها لاتجاهات السوق يتعين عليها أن تعرف أين تكمن خطوط أعمالها الأكثر ربحية وأين ينبغي لها أن تنفق معظم وقتها وتركيزها... المنافسة شرسة وأحيانا يجب عليك أن تفكك الشركة لكي تعيد بناءها».
وكانت شركة «دل» العملاقة فصلت عنها أخيراً قسم السحاب «في ام وير» إلى شركة منفصلة، وكذلك فعلت «ريتيلر ال براند» التي تحولت إلى شركتين «باث أند تودي ويركس» و«فكتورياز سيكريت».
وفصلت «آي بي ام» عنها وحدة خدمات تكنولوجيا المعلومات وحولتها إلى شركة جديدة باسم «كيندريل» ما يمنح الشركة الجديدة مرونة أكبر في الدخول في مشاريع مشتركة مع شركات سحاب المنافسة لـ «آي بي ام»، كما أعلنت «كيندريل» حديثاً عن عقد صفقة مع «مايكروسوفت».
وأشار التقرير الى أن شركات أخرى قد تجد أن فصل أقسام عنها سيمنح تلك الأقسام استقلالية أكبر لإقامة علاقات أعمال ربما لم يكن لها مغزى إستراتيجي كبير عندما كانت جزءاً من شركة ضخمة.
ويورد التقرير مثالين عن كيف أن عمليات الفصل وبيع الأصول قد تكون أيضاً وسيلة للشركات للتراجع عن قرارات لم يكن المستثمرون راضين عنها في الأساس، فقد كانت أسهم شركتي «فيريزون» و «ايه تي أند تي» متخلفة عن السوق في السنوات القليلة الماضية لأسباب منها بطء نمو الإيرادات والأرباح إضافة إلى القلق من أن تكون الشركتان قد ابتعدتا كثيراً عن مجال أعمالهما الأساسي وهو مجال اللاسلكي بعقدهما صفقات إعلامية مثيرة.