استكمالاً لمقالتي السابقة والمتعلقة بتطوير الشأن الرياضي والتي كانت بعنوان (يا وزير الشباب هناك حل!)، أريد أن أذكر مثالاً خليجياً حياً، ألا وهو استضافة قطر لمونديال 2022، وكنت قد سافرت إليها في كأس الخليج الماضي أو الرابع والعشرين في 2019، وبالطبع كان ذلك قبل العصر (الكوروني)، وحضرت إحدى المباريات وكانت مباراة السعودية وقطر وتحديداً في منطقة الوكرة في استاد الجنوب، وكتبت في حينها مقالة وكانت بعنوان (ملاعبنا وملاعبهم!)، وذكرت فيها عن الملاعب القطرية وبعض المعلومات المختصرة، ومنها أنها منشأة رياضية رائعة من ضمن (استادات) رياضية عديدة مثل استاد البيت – وتصميمه بمثابة بيت الشعر في البادية - واستاد الثمامة واستاد الريان وغيرها من المنشآت الرياضة الحديثة، وهي ثمرة إستراتيجية وخطة طموحة للوصول إلى مواكبة فاعلة لنهايات كأس العالم في قطر 2022، وغيرها من الأحداث الكروية المهمة وتلك (الاستادات) الرياضية كانت نتاج عمل ودراسة وتخطيط واستغلال الإمكانات المادية المتاحة وتنفيذ عملي ضمن جدول زمني.
الموقع الإلكتروني القطري للجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي المشرفة على ملف تنفيذ تلك المنشآت الرائعة، أورد أربعة عناصر، وهي التصميم والاستدامة والإرث والجدول الزمني، وان الطاقة الاستيعابية لاستاد الجنوب (40،000) مقعد ليستطيع احتضان المشجعين خلال بطولة كأس العالم في قطر 2022، واستوحيت خطوطه الرشيقة ومنحنياته السلسة من أشرعة المراكب التقليدية، وهي تنسج مياه الخليج مع بعضها حين كانت تجوب البحار مسطرةً أروع قصص النجاح والترابط بين أهل قطر، والمشهد من داخل الاستاد في غاية الروعة تماماً كما هو الحال من خارجه، حيث يرتفع السقف عالياً بمعاونة العوارض التي تنحني تحته، يحاكي بذلك هيكل السفينة، ويسمح للضوء بالمرور داخل الاستاد بكل سلاسة.
و كذلك أريد أن أذكر أنه من تصميم المعمارية العراقية العالمية الراحلة زهى حديد، و ذكرت كذلك في مقالتي تلك أننا كنا نتمنى أن نرى مثل هذه الإستراتيجية الرياضية الطموحة أو إستراتيجية شاملة لدينا في واقعنا المحلي، فانظروا إلى ملاعبنا وملاعبهم! وكنا نتمنى أن نرى الخطط المتراكمة لدينا والمشاريع على أرض الواقع بعيداً عن التأخير والمماطلات والمشروع سواء رياضياً أو حتى مرتبطاً بالخدمات العامة، فإنه في كثير من الأحيان يخرج عن برنامجه الزمني، وكذلك إن أردنا التطور في المشاريع فيجب أن تكون بعيدة عن التخبطات الإدارية، وفوضى الصراعات على المناصب والتي أضرت بمختلف المشاريع شكلاً ومضموناً، لذلك وبالإضافة إلى مقالتي عن ملاعب قطر والذي جعلني استذكرها افتتاح استاد (الثمامة) المبهر أخيراً، فهو علامة في قطر من ضمن العلامات أو (الاستادات ) المهمة، وكذلك استكمل ما قلته عن الحل المطلوب في أكثر من مقالة للواقع الرياضي بضرورة أن يتم وضع إستراتيجية رياضية شاملة لدينا لتشمل المباني والإدارة النوعية والفكر الرياضي والتمويل الذكي وبعد النظر والرؤية وتحقيق الأهداف، لتكون في شباك الخطط والطموحات بعيداً عن التأخير المعتاد والنزاعات السياسية الرياضية المتداخلة، وبعيداً عن الاكتفاء بالنقاشات العقيمة أو (التحلطم) المعتاد في بعض البرامج والقنوات والندوات! فالعبرة بالأفعال وليس الأقوال، ولله عز وجل المعين في كل الأحوال.
Twitter @Alsadhankw