الرئيس الفرنسي: أنا أعلم أن موريسون كذب في قضية الغواصات
أستراليا رداً على اتهامات ماكرون: نحن لم نسرق جزيرة ولم نشوه برج إيفل
ردت أستراليا على الاتهامات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لرئيس وزرائها سكوت موريسون، في شأن الكذب عليه حول عقد غواصة تم التخلي عنه، بقيمة 49 مليار جنيه إسترليني، لمصلحة التعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا في شراكة دفاعية جديدة.
وقال نائب رئيس الوزراء بارنابي جويس، في تصريحات لهيئة الإذاعة الأسترالية، إن «الدفاع هو الأولوية القصوى للأمة التي يجب أن تكون لها الأسبقية على الديبلوماسية».
وتابع: «لقد كان عقداً، نحن لم نسرق جزيرة، ولم نشوه برج إيفل».
وكان ماكرون، اتهم موريسون، الأحد، بالكذب عليه في شأن إلغاء عقد بناء الغواصات في سبتمبر الماضي.
وعلى هامش اجتماع مجموعة العشرين في روما، سأل صحافي أسترالي، ماكرون «هل تعتقدون أن سكوت موريسون كذب عليكم؟»، فردّ الرئيس الفرنسي «أنا لا أعتقد. أنا أعلم» ذلك.
وشدد ماكرون لصحافيين أستراليين، على أن «لديه الكثير من الاحترام لبلدهم، كما أن لديه الكثير من الاحترام والكثير من الصداقة لشعبهم».
وتابع: «أقول فقط إنه عندما يكون هناك احترام يجب أن تكون صادقاً، وعليك أن تتصرف طبقاً لهذه القيمة وبما يتوافق معها».
ودافع موريسون الأحد عن سلوكه داحضاً وجهة نظر ماكرون، ونافياً أن يكون كذب على الزعيم الفرنسي في اجتماع خاص في يونيو. وقال موريسون «أنا لا أتفق مع ذلك.
هذا ليس صحيحاً».
وأضاف «تناولنا العشاء معا. كما قلتُ في مناسبات عدة، شرحتُ بوضوح شديد أن خيار الغواصة التقليدي لن يلبي مصالح أستراليا». وتابع «أنا مدرك تماماً لخيبة الأمل الموجودة (لديهم) ولست مندهشاً.
لقد كان عقداً مهماً. ولذا فأنا لست متفاجئاً بمستوى خيبة الأمل» الفرنسية.
وأجرى ماكرون الخميس محادثة هاتفية مع موريسون هي الأولى منذ الأزمة.
وأكد الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أشار إلى أنه «يعود الآن إلى الحكومة الأسترالية اقتراح خطوات عملية تجسّد رغبة السلطات الأسترالية العليا بإعادة تحديد أسس علاقتنا الثنائية ومواصلة عمل مشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».
وخلال الاتصال الهاتفي أشار ماكرون إلى أن «قرار أستراليا الأحادي تقليص الشراكة الإستراتيجية الفرنسية - الأسترالية من خلال إنهاء برنامج الغواصات من فئة المحيطات لصالح مشروع آخر، لم يتم توضيحه بعد وكسَرَ علاقة الثقة بين دولتينا» حسب الإليزيه.
من جهته، أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن بالذنب الجمعة، معترفاً بتصرف الولايات المتحدة «بشكل أخرق» في قضية الغواصات.
ولم يألُ بايدن جهداً حيال ماكرون الذي استقبله في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسيّة في الفاتيكان، مع مصافحات متكرّرة وبسمات عريضة وتشديد على «مودّته الكبيرة» لفرنسا «أقدم حليف للولايات المتحدة».
وقال بايدن «ما قمنا به لم يكن ملائماً ولم يكن على قدر كبير من اللياقة»، في أوضح إقرار أميركي بالندم في شأن إعلان شراكة دفاعيّة مع أستراليا والمملكة المتحدة فاجأ فرنسا.
من جهته، قال ماكرون «أوضحنا ما ينبغي توضيحه» في شأن هذا التحالف في المحيطين الهادئ والهندي الذي كلّف فرنسا عقداً ضخماً لبيع أستراليا غوّاصات متطوّرة.
وأضاف «ينبغي الآن التطلّع إلى المستقبل» الذي يشتمل على قرارات مشتركة «ملموسة جداً تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة» حول المناخ والدفاع والابتكار.
وكانت فرنسا أعادت سفيرها إلى أستراليا في مطلع أكتوبر الماضي، بعد أن سحبته احتجاجاً على اتفاقية «أوكوس» الأمنية بين أميركا وأستراليا وبريطانيا، وتستهدف مواجهة القوة العسكرية الصينية.
وينص الاتفاق على تعهد أستراليا بشراء غواصات من أميركا، وقد انسحبت من عقد لشراء غواصات فرنسية، الأمر الذي اعتبرته باريس «طعنة في الظهر».
ولا تزال باريس غاضبة من صفقة «أوكوس»، التي ستشهد إلغاء أستراليا اتفاقها الذي أبرمته في عام 2016 مع شركة بناء السفن الفرنسية «نافال غروب» لبناء أسطول جديد ليحل محل غواصاتها «كولينز» القديمة.