No Script

اجتهادات

أمانة التاجر الكويتي!

تصغير
تكبير

كان لأحد التجار في الماضي القديم بقالة في أحد أسواق مدينة الكويت، أراد التاجر الذهاب إلى أهله وكان لديه 12 نيرة ذهبية كان قد كسبها من تجارته. قرر التاجر أن يحفظها لدى أحد التجار أمانة حتى تاريخ عودته مرة أخرى إلى الكويت.

كان له ما أراد، حيث وضعها في صرة ملونة وأودعها لدى أحد التجار في السوق، وهو لا يعرفه، وغاب نحو ثلاثة شهور استقر فيها في الرياض قبل أن يعود مرة أخرى إلى الكويت.

وعند عودته، ذهب إلى التاجر الذي أودع لديه الصرة لاستعادتها مرة أخرى فذكره بها، إلا أنه نفى علمه بها وأنه لا يتذكر ذلك! استمر صاحب الصرة بتذكير التاجر لعله يستدرك الموضوع، ولكن التاجر أكد مرة أخرى عدم علمه بالموضوع!

صاحب الصرة استمر بالالحاح والتذكير، وبعدها قال له التاجر أنه قد نسى الصرة في البيت، فطلب منه أن ينتظر بالدكان ليحضر له أمانته في الحال! ذهب التاجر إلى أحد المحال واشترى 12 نيرة ذهبية ومعها صرة ليضع النيرات الذهبية بها، وعاد إلى الدكان ليعطي الأمانة لصاحبها!

عاد صاحب الصرة لدكانه بعد أن شكر التاجر على تذكره الأمانة، وإذا به يلمح وجه تاجر آخر مألوف لديه، لتعود به الذاكرة ويتذكر أنه أودع الأمانة لدى هذا التاجر وليس التاجر الذي ذهب إليه، كما ان لون الصرة التي استلمها لم يكن كلون الصرة التي استخدمها!

ذهب صاحب الصرة إلى هذا التاجر، فما كان منه إلى أن سلمه الأمانة في الحال. قرر صاحب الصرة العودة إلى التاجر الذي أعطاه الصرة بالخطأ معتريه الخجل والإحساس بالذنب على الخطأ الذي اقترفه، فما كان منه إلا أن أعاد الصرة وما بها من نيرات ذهبية إلى التاجر معتذراً عن خطأه ومتسائلاً في الوقت نفسه عن السبب الذي دفع التاجر للقيام بهذا الأمر؟

قصة جميلة يرويها الكاتب الباحث منصور الهاجري، الذي أكد أن التاجر أراد أن يحافظ على سمعته في السوق، وهي رأس ماله، حتى لا يتهم بأنه حرامي وأنه يسلب حقوق الناس بالباطل ويسرق أموالهم، لذلك كان قرار التاجر الصحيح بأن يحتفظ بأمانته وصيته مقابل هذا المبلغ، لأن توابع هذا الأمر له عواقب وخيمة على التاجر.

درس جميل لأمانة أصحاب القصة رحمهم الله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي