يبدو، وبفضل من الله سبحانه وتعالى ثم جهود المخلصين من أبناء وبنات الكويت، أننا قد تجاوزنا وباء الكورونا، وستعود الحياة بعد وقت قصير إلى طبيعتها، فقد عاد الطلاب لمدارسهم ومعاهدهم، وفتح المطار والمنافذ البرية والبحرية، وخفّفت الشروط الصحية والحمد لله.
لقد أضرت الجائحة بالبعض ولكنها أغنت آخرين، من أسعار الكمامات، واللقاحات والمسحات والمحاجر (الله يغنيهم، فالتجارة مهارة وشطارة ولا ننسى العمولات)، ولكن لم نزل ننتظر مكافآت الصفوف الأولى من المتطوعين.
لدينا هذه الأيام فرصة لتعديل وتنظيم التركيبة السكانية، فلا نسمح لعودة إلا من تحتاجه البلد ويستحق العودة وبنسبة معينة بين الدول، فقد وصلت نسبة بعض الجاليات عدداً يفوق نسبة المواطنين، ولا يسمح بالعودة إلا لمن له عقد مع الدولة أو المؤسسات المعترف بها، أو عمال الخدمات التي لا يمكن الاستغناء عنها، والقضاء على تجار الإقامات والعمالة السائبة والتي تشكل عبئاً على ميزانية الدولة دون تقديم خدمة للبلد أو المواطن، والتأكد من عنوان الوافد وأن لديه إقامة صالحة، فقد أصبح عدد مجهولي الإقامة في البلد ليس بالقليل.
أقول هذا الكلام، وقد لاحظ الجميع خلال فترة الكورونا اختفاء الزحام وتسهلت المعاملات في مؤسسات الدولة، وتقاربت مواعيد العلاج عند أطباء التخصص في المستشفيات، وقَلَّت المشاكل في أقسام الشرطة، والتي كان أكثرها من العمالة السائبة غير المنتظمة، وأصبحنا نرى التزاماً أكثر لتعليمات الدولة وبشكل واضح لكل من المواطن والوافد على حد سواء.
لا شك بأن جائحة كورونا قد تسببت بالكثير من الخسائر ونتج عنها الكثير من المضار الصحية خاصة، إلا أنها كانت أيضاً نافعة، فقد كشفت الكثير من العيوب التنظيمية، والاستغلال وهدر المال، والأهم ما تَكَشّفَ من سوء تشكيل للتركيبة السكانية والعدد الهائل من الوافدين الذين لا يستفاد منهم لا على مستوى القطاع العام، ولا الخاص، بل على العكس، فهم عبء على بلدانهم أصلاً، وتم جلبهم إلينا ليصبحوا عبئاً علينا، وأكثرهم أمّيون لا يقرأون ولا يكتبون.
إضاءة:
رُبَّ ضارةٍ نافعة