No Script

مجرد رأي

للعفو أمير... واستحقاقات

تصغير
تكبير

يقول الشاعر المقنع الكندي عن التسامح

وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم

وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا

وجدت من باب المسؤولية الوطنية، توثيق موقف حدث العفو، الذي فرح لأجله الكويتيون بمختلف توجهاتهم السياسية.

ولعل الدافع للكتابة عن العفو السامي، أنه من أكثر القضايا التوافقية التي حدثت في الكويت من بعد الغزو العراقي، أي آخر 30 عاماً لما له من أهمية وانعكاسات مرتقبة على الأصعدة كافة.

فالكويت والكويتيون، ومع بدء الخطوات التنفيذية لمرسوم العفو الذي يعد أكثر الملفّات الجدلية يعيشون مرحلة غير مسبوقة من مقدّمات التوافق الوطني، رغم الخلاف الذي برز أخيراً بين نواب المعارضة على بعض تفاصيل بيان العفو.

فمع عودة المتواجدين خارج الكويت، والإفراج عن سجناء الرأي يكون طاح الحطب في أكثر الملفات تعقيداً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، والتي أزعم أن النقاش بخصوصها كان أشبه بقميص عثمان في التعاطي مع الملفات التنموية والسياسية والاقتصادية.

وما يستدعي مني ومن غيري هذا التوثيق المستحق، موقف أمير العفو، صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي أضاف بحكمته الأبوية شمعة جديدة لتاريخه المضيء والمحب لوطنه وللكويتيين إلى جانب توثيق دور جميع الإخوة الذين ساندوا العفو وعملوا عليه.

وبرأيي أنه مع عودة الإخوة يتعين أن تبدأ الكويت مرحلة جديدة من الالتفاف على حلحلة قضايا طال انتظار اتخاذ إجراءات حقيقية بحقها.

فبخلاف المعتقد لم يغلق مرسوم العفو كل الملفات المستحقة وقضاياها المزمنة، بل ألقى بحجر ثقيل في بركة راكدة من المطالبات المزمنة والتي ليس أقلها القفز بالكويت لركوب قطار التنمية والانتقال بالكويتيين لما يستحقونه من تنمية حقيقية تضمن الدخول في مرحلة البناء الأوسع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

فالمرحلة المقبلة مفصلية، ومطلوب من الجميع التلاحم من أجل إخراج الكويت من محطة الانتظار للانطلاقة مدفوعة بوقود التحول الخليجي والعالمي الحاصل من حولنا والمتسارع يومياً للأمام.

وما أتمناه حقاً أنه كما كان ملف العفو أولوية للجميع يتعين أن تكون تنمية المواطن في المرحلة المقبلة أولوية قصوى، وأقصد هنا التنمية الشاملة والمستدامة التي تضمن للكويت تجاوز خلافات أبنائها إلى مرحلة البناء الحقيقي، بإحداث نفضة شاملة لكل الملفات العالقة، وبما يحقق للمواطنين الرفاهية التي يستحقونها، وتستقيم مع دولة بحجم ومكانة الكويت جغرافياً وتاريخياً ومالياً، وبما تملكه من رجالات قادرين عل صياغة مستقبل أفضل للجميع بدون استثناء.

فما حدث من حوار وطني وصولاً للعفو السامي، وسيلة راقية نتمنى أن يستمر زخمها ومحركاتها القوية في معالجة كل قضايا الوطن والمواطنين الذين صبروا وفرحوا بهذه اللحظة التاريخية أملاً في القفزة التي يستحقونها لمستقبل مشرق بسواعد كل المخلصين الذين جددوا بلحمتهم تاريخاً مليئاً بالمحطات المشابهة من العطاء والتسامح.

وأخيراً، شكراً لصاحب السمو أمير العفو، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكل من شارك في إنجاز هذا الاستحقاق، وأهلاً وسهلاً بعودة أبناء الكويت لديرتهم التي عشقوها وعشقتهم بحب أهلها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي