رغم مخاطر ارتفاع التضخم وإمكانية رفع الفائدة

«الوطني»: الأسهم وعائدات السندات الأميركية ترتفع والدولار يتراجع

تصغير
تكبير

- قادة أوروبا واجهوا صعوبة في التوصل لأرضية مشتركة للتصدي لارتفاع أسعار الطاقة

أفاد بنك الكويت الوطني بأن المخاوف المتعلقة بالتضخم ظلت في بؤرة الأحداث، في ظل جهود الاحتياطي الفيديرالي وغيره من البنوك المركزية الرئيسية الأخرى الساعية للحفاظ على نهج متوازن، موضحاً أنه رغم أن معظم البنوك المركزية مازالت متمسكة بموقفها مؤكدة أن الضغوط التضخمية ستكون موقتة، إلا أن السوق يقوم على ما يبدو بتسعير استمرار ارتفاع الأسعار لفترة أطول.

ولفت «الوطني» في تقريره الأسبوعي حول أسواق النقد إلى أن سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، والتي تعتبر عادة مؤشراً لتوقعات التضخم، قفزت بمقدار 12 نقطة أساس أخرى الأسبوع الماضي، إلا أن «الفيديرالي» يبدو مستعداً لبدء تقليص برنامج شراء السندات في نوفمبر، متوقعاً أن يكون ارتفاع الأسعار موقتاً وذلك رغم الصعود الأخير الذي شهدته أسعار السلع الأساسية، في ظل اختناقات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة.

حركة السوق

وبين التقرير أن العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفع بمقدار 6 نقطة أساس خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 1.63 في المئة بعد الوصول إلى 1.7 في المئة، وسط مخاوف من إمكانية استمرار تزايد معدلات التضخم هذا العام لفترة أطول مما كان متوقعاً في بداية الأمر، مضيفاً أنه رغم ارتفاع عائد السندات، تراجع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية الأسبوع الماضي نظراً لتزايد عمليات جني الأرباح وتصحيح أوضاع السوق، كما أن الأخبار الواردة من الصين والتي تفيد بتمكن شركة إيفرغراند من سداد دفعة من ديونها في اللحظة الأخيرة متجنبة التعثر في السداد ما ساهم في تعزيز المعنويات وفرض ضغوطاً هبوطية على الدولار.

وأشار إلى أن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من عملات الاقتصادات المتقدمة الرئيسية انخفض بنحو 0.37 في المئة خلال الأسبوع الماضي، وأنهى تداولات الأسبوع مغلقاً عند مستوى 93.61، فيما أنهى اليورو تداولات الأسبوع على ارتفاع مقابل الدولار عند مستوى 1.1645 بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته المسجلة البالغة 1.1669، وبالمثل، كما تحسن أداء الجنيه الإسترليني مقابل الدولار في ظل تزايد التوقعات بأن بنك إنكلترا سيرفع أسعار الفائدة.

وذكر التقرير «من جهة أخرى، تأثرت وتيرة زخم الجنيه الإسترليني بالبيانات التي كشفت عن انخفاض آخر في مبيعات التجزئة في سبتمبر للشهر الخامس على التوالي، بينما كان ينظر إلى الانخفاضات السابقة على أنها تعكس تحولاً في الإنفاق بعيدًا عن السلع والتوجه نحو الخدمات مع إعادة فتح أنشطة الاقتصاد، كما تأثرت البيانات الصادرة أخيراً أيضاً بضعف معنويات المستهلكين، حيث أنهت الحكومة برامج دعم سوق العمل وأدت قلة عدد سائقي الشاحنات إلى نقص واسع النطاق في مختلف المنتجات، لا سيما الوقود، في حين تمكن الجنيه من الوصول إلى أعلى مستوى عند 1.3834 وأغلق الأسبوع الماضي عند 1.3756».

ونوه التقرير إلى ارتفاع الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، إذ صعد مؤشر داو جونز بنحو 1.08 في المئة، وارتفع مؤشر ناسداك الذي يضم أسهم قطاع التكنولوجيا ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1.37 و1.64 في المئة على التوالي، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسهم الأميركية يأتي على الرغم من تباين إعلانات الأرباح الربع السنوية.

أوروبا وبريطانيا

وأوروبياً، أفاد التقرير بأن الارتفاع غير المسبوق الذي شهدته أسعار الطاقة أدى إلى تصاعد مخاوف الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تمت مناقشته خلال فعاليات القمة التي تم عقدها خلال الأسبوع الماضي واستمرت على مدار يومين، إلا أن قادة الاتحاد الأوروبي واجهوا صعوبة في التوصل إلى أرضية مشتركة للتصدي لارتفاع أسعار الطاقة، كما ساهمت تلك التعقيدات في كشف المشاكل المتعلقة بأهداف الاتحاد الأوروبي لمواجهة تحديات قضية التغير المناخي، وأدت إلى انقسام الدول في ما بينها لتحديد ما إذا كان الأمر يتطلب إدخال إصلاحات شاملة على قواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالطاقة.

وفي المملكة المتحدة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنحو 3.1 في المئة الشهر الماضي، مقترباً من تسجيل أسرع وتيرة نمو يشهدها خلال السنوات التسع الماضية. وباعتباره المقياس الرئيسي للتضخم، فإنه بذلك يدق ناقوس الخطر لبنك إنكلترا الذي يجد نفسه مضطراً للاستجابة لتلك القراءات.

وصرح كبير الاقتصاديين في بنك إنكلترا، هيو بيل، بأن معدل التضخم قد يتجاوز 5 في المئة في الأشهر المقبلة، في حين أن وصول معدل التضخم إلى 5 في المئة،، يعني نقطة مئوية واحدة أعلى من توقعات بنك إنكلترا و3 نقاط مئوية أعلى من مستوى التضخم المستهدف الذي وضعه البنك.

وأكد محافظ بنك إنكلترا، أندرو بيلي، الأسبوع الماضي، أن التضخم لايزال موقتاً، إلا أنه شدد أيضاً على أن الارتفاع الحالي الذي تشهده أسعار الطاقة سيدفع التضخم نحو الارتفاع ويجعله يدوم لفترة أطول، مشيراً إلى أن بنك إنكلترا يستعد لرفع أسعار الفائدة.

وقد جرت العادة أن يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات خلال اجتماعات السياسة النقدية لبنك إنكلترا ما يجعل اجتماع البنك المقبل موضع ترقب.

زيادة إنتاج «أوبك» وحلفائها لن تلبّي طلب الشتاء

لفت تقرير «الوطني» إلى أن ارتفاع الدولار أدى إلى جعل أسعار المعادن والطاقة أقل جاذبية، كما تقلص سوق النفط نظراً لزيادة الاستهلاك بسبب نقص الفحم والغاز الطبيعي.

وأضاف «صرحت السعودية أن أي زيادة في إنتاج (أوبك) وحلفائها لن تكون لها تأثيرات ملحوظة في السيطرة على ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، وفي ظل اقتراب الشتاء تشير التوقعات إلى أن الطلب اليومي سيرتفع من 500 إلى 600 ألف برميل. وتبلغ الزيادة اليومية في إنتاج (أوبك) وحلفائها 400 ألف برميل، وهو ما لن يكون كافياً لتلبية الطلب إذا جاء الشتاء في نصف الكرة الشمالي أكثر برودة من المعتاد».

وبين التقرير أن مستهلكي النفط الخام الرئيسيين مثل الولايات المتحدة واليابان طلبوا من مصدري النفط مواجهة ارتفاع أسعار النفط، إذ ارتفعت الأسعار بنحو 65 في المئة هذا العام، إضافة إلى ذلك، تقدم ترتيب الهند لتصبح ثاني أكبر مستورد للنفط في آسيا ودقت ناقوس الخطر في شأن أسعار النفط شديدة الارتفاع.

وأدت الزيادة المطردة في إنتاج «أوبك» وحلفائها في جعل أسعار النفط أقل تقلباً، فيما تزال الأسعار في مستوى 80 دولاراً للبرميل، إلا أن الانخفاض المفاجئ في مخزونات الولايات المتحدة أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، ما أدى إلى ارتفاع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياته المسجلة في 6 سنوات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي