فاتي... بارقة أمل لبرشلونة
فيما يمرّ فريق برشلونة الإسباني بأسوأ أزمة مالية وكروية في تاريخه، يُعتبر الجوهرة أنسو فاتي بارقة أمل للنادي الكاتالوني «الجريح» الساعي لإحراز فوزه الأوّل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستضيف دينامو كييف الأوكراني، اليوم، في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الخامسة.
يحمل الرقم 10 ويلعب دور المنقذ لفريقه عندما تتأزم الأمور، ولكنه ليس «الأسطورة» الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر الى باريس سان جرمان الفرنسي في الصيف الماضي.
ودفع الماسة الشابة من نتاج برشلونة فاتي، والذي يعتبر خشبة الخلاص بالنسبة للنادي، أوجه الشبه مع «البرغوث» إلى حدودها القصوى حين سجّل هدف التعادل أمام فالنسيا بعد تبادل للكرة مع الهولندي ممفيس ديباي، بتسديدة من خارج منطقة الجزاء تليق بالنجم الأرجنتيني، ليساهم في فوز فريقه 3-1 في المرحلة التاسعة من «لا ليغا».
ولخّص مدير صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية الرياضية سانتي نولا، ما يحصل قائلاً: «في السابق، كان ميسي من يجد الحلول لكل شيء. البارحة، قام فاتي بذلك.
عدد من اللاعبين ما زالوا معتادين على برشلونة ميسي.
الآن، عليهم الاعتياد على برشلونة أنسو فاتي».
وبين ميسي وفاتي، تميل الأرقام ضمن فئة الأصغر للاعب الجناح المولود في غينيا-بيساو، ومع 13 هدفاً مع المحترفين، بات فاتي اللاعب الذي سجّل أكبر عدد من الاهداف قبل بلوغه سن الـ19 عاماً بقميص الـ«بلاوغرانا»، متقدماً على بويان كركيتش (12 هدفاً) وميسي (7).
كما سجّل فاتي مع الفريق الاوّل لبرشلونة، 15 هدفاً بعدما خاض 2000 دقيقة، في حين وصل ميسي الى حاجز الـ11 هدفاً في المدّة ذاتها. وبحسب شبكة «أوبتا» للاحصاءات، يتربع فاتي على قمّة فئة الأفضل من ناحية نسبة النجاح منذ فبراير 2020 مع 68.7 في المئة، حيث سجّل 11 هدفاً من 16 تسديدة فقط.
وأثنى الوافد الجديد الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، الذي خاض أمام فالنسيا مباراته الاولى مع برشلونة منذ انضمامه إليه من مانشستر سيتي الإنكليزي بعد تعرّضه لإصابة في ربلة الساق اليمنى في 9 أغسطس، على زميله الشاب قائلاً: «أنسو فاتي هو لاعب مع موهبة هائلة. الأفضل، أنه ما زال شاباً. علينا أن نساعده لكي يعبّر عن صفاته، لأنه لا يوجد الكثير من اللاعبين في العالم يملكون موهبته».
وصُنعت مسيرة فاتي من مزيج الظل والنور، حيث كان ضحية كسر في الغضروف المفصلي في ركبته اليسرى في 7 نوفمبر 2020 أمام ريال بيتيس، فخضع المهاجم الصغير لأربع جراحات وظل بعيداً عن المستطيل الأخضر لمدة عام تقريبا.
في 26 سبتمبر الماضي، وخلال عودته إلى الملاعب، دخل فاتي في الدقيقة 81 وسجّل الهدف الثالث لفريقه في الوقت الإضافي أمام ليفانتي في المرحلة السابعة من الدوري.
وأمام فالنسيا، في أول مباراة له أساسياً منذ اصابته، سجّل هدف التعادل 1-1 وتسبّب بركلة جزاء ليتقدم فريقه 2-1 قبل أن يترك مكانه للبرازيلي فيليبي كوتينيو في الدقيقة 59.
وفي وقت ينشر فاتي الفرح في قلوب جماهير كاتالونيا، يتوجّب على هذا اللاعب، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ19 في 31 الشهر الجاري، أن يُنير درب رفاقه في هذا الاسبوع الحاسم، بداية من اليوم في المسابقة الأم، ثم في الـ«كلاسيكو» أمام ريال مدريد، الأحد المقبل.
وستتضاءل آمال برشلونة في التأهل إلى ثُمن النهائي في حال تعرّض لخسارة ثالثة في دوري الأبطال على ملعبه «كامب نو» أمام دينامو كييف، في حين وحدهما نيوكاسل الإنكليزي العام 2002 وأتالانتا الإيطالي في العام 2019 نجحا في قلب الطاولة والتأهل من دور المجموعات بعد بداية كارثية مشابهة لانطلاقة النادي الكاتالوني.