No Script

سافر إلى ذاتك

بين ابتسامة الحظ وسلاطة لسانه... أين أنت؟

تصغير
تكبير

متى آخر مرة شعرت أن شخصاً نزل لك من السماء؟

متى آخر مرة لقيت شخصاً كان الأمل الأخير عندك؟

متى آخر مرة التقيت بشخص كان هدية من الله؟

‏متى آخر مرة انجبر قلبك؟

‏كم مرة أعاد أحدهم ترميمك؟

متى بكيت من شدة الفرح وخانك التعبير من شدة الدهشة؟

متى أراحتك الحياة وخلصتك من ضغوطاتها؟

متى ربحت جائزة... أو فزت في مسابقة؟

كثير من (متى) ساحبة معها مشاعر، نسمعها في القصص ونتمنى حدوثها في الواقع، ويبقى السؤال الأهم في هذه المقالة... هل يبتسم الحظ لنا كما يمد لسانه تجاهنا؟

يقول العالم النفسي كارل يونغ، إن الحظ هو صدفة ذات معنى، ما معنى ذلك؟ يعني أن الإنسان ينوي عمل أمر، يحدد نيته ويوجه مشاعره تجاه ما نوى، ثم يوجه سلوكه لتحقيق ما سبق فتحدث فرصة صدفة الحظ لتكمل الصورة الذهنية والاتجاه السلوكي بواقع حياتي يترجم ما سبق على شكل صدفة، مثله كمثل قطعة نقدية لديها وجهان نلعبها صغاراً (كتب أو سفينة)؟، ترمي القطعة لديك احتمالية كتب 50 في المئة وسفينة 50 في المئة، ومع ذلك يفوز الشخص كثيراً من المرات بتخمينه ويفسر ذلك ما قام به ريتشارد وايزمان، وهو بروفيسور في علم النفس في جامعة هيرتفوردشاير في إنكلترا، بإجراء عدد من الدراسات لمحاولة تحديد الفرق بين المحظوظين وتعساء الحظ.

وفي إحدى هذه الدراسات، طلب من بعض الأشخاص ممن يصفون أنفسهم بأنهم محظوظون أو تعساء الحظ أن يقرأوا جريدة.

وكتب في إحدى الصفحات قائلاً: «قل للمشرف على الاختبار إنك رأيت هذه العبارة وسوف تفوز بـ 250 جنيهاً».

لم يقرأ العبارة إلا المحظوظين أما البقية فلم يقرأوا المكتوب ولم يلاحظوه حتى... وهذا ما يفسر أن من يشعر أنه محظوظ يركز بالفرص، والآخر يركز بالانسحاب وتثبيت سوء وضعه فيكون متوتراً لا يركز إلا على السوء، أما الآخر فينبش ويبحث ما يثبت ويؤكد اعتقاده عن نفسه.

وأخيراً نرجع للاستفهام الأول، يبتسم الحظ لنا إذا استعددنا وتأهلنا لأخذ ما صورناه في عقولنا، ويمد لسانه علينا عندما يجدنا عاجزين حتى عن التمني، فنكون نتمنى أن نستطيع أن نتمنى.

عزيزي القارئ، لا تنهي قراءتك للمقالة إلا وأنت تتمنى حياة تنوي تحقيقها، وضع استراتيجية للتحقيق، واستعد لاستقبال الصدف الجميلة التي ستنقلك لما نويت، أو الحظ كما هو معروف لدينا.

‏Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي