No Script

من الخميس إلى الخميس

السمنة... وكيف تصبح رشيقاً

تصغير
تكبير

السمنة أُم الأمراض، شعار مفيد تراه في لافتات التوعية المنتشرة لجمعية صندوق إعانة المرضى، هذا الشعار يعلّمنا فائدتين، الأولى أن السمنة بحد ذاتها مرض، والثانية أنها، أي السمنة، توّلد أمراضاً أخرى، هذا الذي نفهمه من كلمة أُم.

أما كون السمنة مرضاً فهذا لا يختلف عليه أحد، فالسمنة التي يزيد فيها مؤشر كتلة الجسم عن ثلاثين تعيق الإنسان عن أداء وظائفه، وتثقل حركته وتضعف إنتاجه، وهذا هو تعريف المرض.

أما كونها سبباً لأمراض أخرى فهذا أيضاً أصبح ثابتاً بالمعلومة القائمة على البراهين، وأهمها أمراض القلب والسكري، وحتى بعض الأمراض السرطانية، لا سيما سرطان الثدي الذي بيّنت الأبحاث علاقة السمنة لدى النساء اللواتي انقطع عنهن الطمث بارتفاع عدد حالاته، ولا ننسى أن هذا الشهر هو شهر التوعية من سرطان الثدي الذي تبذل فيه الحملة الوطنية لمكافحة السرطان (كان) وغيرها، جهداً كبيراً لتوعية نسائنا بعوامل الخطورة من هذا المرض وعلى رأس تلك العوامل، السمنة.

لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع معدلات السمنة حول العالم بثلاثة أضعاف عمّا كانت عليه عام 1975. ومنذ عام 2016، يعاني أكثر من 650 مليون بالغ من السمنة، أو 13 في المئة من البالغين حول العالم، وفي صفوف الأطفال تضاعفت معدلات السمنة خلال العقدين الماضيين، وتصدّرت الكويت دول العالم في سمنة الأطفال، للأسف.

ورغم ما تحمله السمنة من مخاطر، إلا أن أغلبنا يعاني في المحافظة على الوزن وتجنب السمنة، لاسيما بعد سن الخمسين، وهي الفترة التي يستمتع فيها الإنسان بالأكل مع نقص في الحركة.

السؤال، هو كيف ننجح بمحاربة السمنة والتمتع بالرشاقة؟

معظم الناس يعتقدون أن محاربة السمنة تعني المعادلة الثنائية، وهي موازنة الطاقة الناجمة عن الغذاء مع الطاقة المفقودة بالرياضة أو الحركة، وهذا مفهوم غير دقيق، فالإنسان ليس معادلة رياضية وخلايانا ليست آلة لا حياة فيها، نحن في الحقيقة نتعامل مع ما نأكله بمعادلة ذات أبعاد ثلاثة، أولها: بُعد الطاقة الداخلة ويمثلها ما نأكله، وثانيها: بُعد الطاقة المفقودة ويمثلها ما نفقده بالحركة، وثالثها: وهو الذي يغفله الكثير، معدل الاحتراق أو عملية الأيض، وهي العملية التي تجعل الكائن الحي يتحكم في مخزون الطاقة بما يتناسب مع وضعه.

فحين يميل الإنسان للكسل، وتطول فترة كسله، فإن خلاياه تُفسّر الأمر أن هذا الإنسان غير قادر على العمل لتوفير الطعام لنفسه، وبالتالي يتناقص معدل الاحتراق ويصبح أي طعام يأكله عُرضةً للتخزين كنوع من التوفير، لذا من المهم أن نتعامل مع أجسادنا كعنصر ذكي فنستمر بممارسة الرياضة باستمرار ولو نصف ساعة في اليوم، أو على الأقل خمس مرات بالأسبوع، هذه الحركة سترفع من معدل الاحتراق ويصبح ما نأكله قابلاً للاستهلاك، فإذا رغبنا في إنقاص أوزاننا فعلينا إنقاص الطاقة التي نأكلها، وإذا رغبنا في المحافظة على أوزاننا فلا بد من الموازنة بين ما يدخل وما يخرج من جسدنا، ومن دون ضبط معدل الاحتراق بالاستمرار بالرياضة لن ينجح جهدنا في التخفيف أو المحافظة مهما ادّعى المدعون.

السر في المحافظة على الوزن هو في إدراك الأبعاد الثلاثة، والعمل عليها جميعاً، إنقاص ما نأكل، إحراق ما نأكل بالحركة، زيادة معدل الاحتراق أو عامل الأيض بالاستمرار بالرياضة.

من أراد أن يحافظ على وزنه أو ينقصه فالحل أمامه، ليس حلاً سهلاً، لكنه ليس صعباً، وسوف يجد بعدها لذة الصحة، ويا لها من لذة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي