No Script

أضواء

تفاقم أزمات الرئيس ماكرون

تصغير
تكبير

مظاهرات أصحاب السترات الصفراء في فرنسا، كانت مفاجأة للرئيس إيمانويل ماكرون مع بداية تسلمه للسلطة.

المتظاهرون لم يكونوا راضين عن الضرائب التي فرضها على الشعب الفرنسي، والتي ترهق كاهل الطبقتين العاملة والمتوسطة بينما تدعم الأغنياء. ولولا وباء كورونا لاستمرت تلك المظاهرات في الشوارع التي وصلت إلى حد مطالبته بالاستقالة.

وقد بلغ الغضب بأحد الفرنسيين بأن وجه للرئيس ماكرون صفعة بينما كان يرحب بمجموعة من الفرنسيين الذين وقفوا لتقديم تحياتهم له.

ودفعت أحداث صحيفة (شارلي إيبدو) المأسوية ماكرون إلى مهاجمة المسلمين عند إحياء ذكراها السنوية، على أساس حرية التعبير التي تكفلها الدولة الفرنسية، لكنه تناسى حرية التعبير وانقلب عليها ورفع عليها دعوى الإساءة لشخصه كرئيس، عندما هاجمته الصحيفة وسخرت منه برسوم كاريكاتير تعبّر عن رفضها لقانون تجريم تصوير رجال الأمن الذي يمنحهم حصانة على تجاوزاتهم القانونية.

واصل ماكرون التضييق على المسلمات في عرقلة حرية ارتدائهن الحجاب، كما بادر بإغلاق العديد من المساجد والجمعيات الإسلامية، وحظر الذبح الحلال للدواجن لكسب أصوات اليمين المتطرّف الشعبوي الذي تتزعمه المعارضة مارين لوبان.

وما لم يتوقعه ماكرون هو فسخ أستراليا عقد الغواصات الفرنسية المبرم في 2016 وتوقيعها اتفاقية (أوكوس) لبناء غواصات نووية متطورة مع بريطانيا والولايات المتحدة، في خطوة جريئة أضرّت بمكانته، وظهر بمظهر العاجز أمام الفرنسيين من انتزاع حقوق بلاده من الدولتين العظميين.

كما ذهب ماكرون بعيداً عندما استدعى مفاخر بلاده الاستعمارية حيث شكك بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، ربما لاستعادة شيء من هيبة فرنسا بعد أن هزتها اتفاقية (أوكوس)!

لم تنتهِ بعد المؤرقات الجمّة التي تواجه ماكرون، حيث تفجرّت منذ أيام فضائح الاعتداءات الجنسيّة التي مارسها قساوسة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية خلال العقود السبعة الماضية على عشرات الآلاف من أطفال المدارس الدينية، وهي جرائم تستدعي تدّخل القضاء الفرنسي بعيداً عن ضغوط الفاتيكان الذي يحاول التهدئة لحفظ مكانته أمام أتباعه، وسيكون تهاون ماكرون مع تلك الجرائم الشنيعة ضد الأطفال من أسباب تراجع شعبيته وهزيمته المقبلة في الانتخابات الرئاسية، فاستخدامه الشدّة مع المسلمين يتطلّب الشدّة مع القساوسة الكاثوليك وإلاّ فقد مصداقيته أمام الشعب الفرنسي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي