على الهواء

الشّاي وطقوسه

تصغير
تكبير

قالوا في التاريخ الزراعي:

«إن الشاي أول ما عُرف في الصين، ثم انتقل منها إلى اليابان فزرع فيها، ثم انتقل إلى الهند، ثم عرف في أوروبا كسلعة تجارية مرُبحة، وهامت به إنكلترا وصار الشعب الإنكليزي مولعاً بالشاي حتى اليوم - وله طقوس في تناوله في الصباح وفي الرابعة بعد الظهر - وأماكن لتعاطيه».

في منتصف القرن السابع عشر، كان الرطل من الشاي في إنكلترا نحو عشرة جنيهات، وهذا باهظ الثمن، وكان من استعماله قديماً عند الإنكليز انهم يغلونه، ثم يصفونه ويدلقون الماء في المغسلة وهو شراب الشاي، اما الورق فيأكلونه مع الخبز والفطائر مع إضافة الزبدة إليه.

ويستخرج الشاي من شجيراته التي يرتفع طولها بين خمسة سنتيمترات إلى العشر، ثم أخذت في الارتفاع، وتقطف وُريقاتها في العام الثاني بعد زراعتها، وتجفف على حُصر في الشمس ويتحول لونها من الأخضر إلى الأصفر، ثم تخمر الأوراق، وتكون جودته في طريق التخمير ويحمص قبل تخميره.

والشاي أخضر وأسود ويحتوي على مواد كيماوية عديدة أهمها ثلاثة: أصول للزيت الطيار، وهو الذي يكسف الشاي نكهة جيدة.

والأصل الثاني، حمض التانيك بمقدار 10 - 17 في المئة من وزن الورق.

والأصل الثالث في الشاي، مادة الكفايين القلوية ويظهر أثره في مركز المخ، ويزيد في يقظة العقل، وهو يُدر البول... ويحس شارب الشاي منه براحةٍ، واعتاد الكويتيون وأهل الخليج والعراق على شربه بعد الوجبات لأنه يريح الإنسان بعد الوجبات الدسمة، حيث يمتص الدهون ويكثر من شربه من يريد الإطالة في السّهر، وتضاف إليه مواد عطرية كالنعناع والرياحين.

طريقة التخمير تستغرق نحو 36 ساعة، وتساعد كثيراً على إظهار نكهة الشاي ورائحته المحببة، وهي الطريقة الإشاعة في الهند وسيلان واندونيسيا وماليزيا والصين واليابان، توصلاً إلى عملية التبخير لينتج منه الشاي الأخضر.

والشاي اسم أطلقه الصينيون أول ما عرفوه، واللهجات الآسيوية له ألفاظ عديدة «تاي» و«ساي» واللفظة الإنكليزية Tea فهي من اللغة الصينية الكلاسيكية.

وأكثر المستهلكين للشاي الإنكليز... وفي الدول العربية مصر والعراق ودول شبه الجزيرة العربية يفضلون القهوة على الشاي.

وإن عُدنا إلى تاريخ زراعة الشاي بين الاسطورة والخيال والواقع، يروى أنه في عام 543 بعد الميلاد، قد حضر من الهند إلى الصين ناسك متعبّد ينشر دعوته إلى الخير والسلام حتى عزم على الامتناع عن النوم تسعة أعوام متأملاً معبوده (بوذا)، وظل ممتنعاً عن النوم ثلاثة أعوام ثم غلبه النوم فعذب نفسه، فوقعت عينه على نبتة الشاي، فمضغ وريقاتها ليواصل اليقظة والامتناع عن النوم، هكذا حتى أكمل تسعة أعوام، وهذه هي اسطورة الشاي التي تُنبه الانسان وتبعد عنه النوم كلما مضغ وريقات من الشاي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي