«حزب الله» يهاجم «عملاء أميركا»... والراعي يعتبره «جيشاً تابعاً لدولة أجنبية»

لبنان «يستجْلب» الخارج إلى أرضٍ سياسية... ملغومة

مؤسسة كهرباء لبنان
مؤسسة كهرباء لبنان
تصغير
تكبير

- «كهرباء لبنان»: محطات التحويل الرئيسية خارجة عن سيطرتنا وتُجْري قوى الأمر الواقع داخلها مناورات كهربائية
- «حزب الله»: تَدَخُّل أميركي سافر في تحقيقات «بيروتشيما»
- الشيخ أحمد قبلان: العالم يحمل صندوق الانتخابات كهدية مفخخة للبنان

لم يترك الداخل اللبناني حاجةً للخارج للقيام بأي عمليةِ «استطلاعٍ» للأرض التي تتحرّك عليها الحكومة الجديدة في سيْرها على «حبل مشدود» أوله الإصلاحات وآخره الانتخابات النيابية، بعدما شكّلت الاصطفافاتُ المبكرة حيال العناوين - المفاتيح في الواقع المحلي بأبعادها الإقليمية «كاشفَ ألغامٍ» في ذاتها ظهّر «الحقلَ المفخّخ» الذي يكمن لمسار الإنقاذ و«المواد المشتعلة» التي تتحيّن أيّ... عود ثقاب.

فمع ارتسام طلائع احتضان دولي للحكومة الجديدة تقوده فرنسا، ولا يعكس ثقةً بأن تشكيلة «من الموجود جود» هي «الوصفة المثالية» للاضطلاع بمهمة وقف تَدَحْرُج لبنان في «الجحيم» بقدر ما يؤشر إلى محاولة حشْرها بالتزاماتٍ واختبار نياتها وإمكاناتها من «أول الطريق»، لم تتأخّر «الجبهاتُ النائمةُ» في استعادة سخونتها على تخوم ملف الانتخابات النيابية و«سلة أهدافها» كما على «الجبهة السيادية»، فيما يُنْذِر «جمر» الخلافات «المتأصلة» بين مكونات تركيبة «معاً للإنقاذ» بأن يخرج من تحت الرماد على خلفية عناوين تبدأ من خطة التفاوض مع صندوق النقد الدولي ولا تنتهي بمسألة الكهرباء وبينهما «لغم» قانون الانتخاب الذي سيجري على أساسه استحقاق نيابية 2022 (بعد نحو 6 أشهر) والتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.

وفيما تقاطعت مجموعة مواقف صدرت أمس عند تأكيد أن «بصيص الإيجابية» الذي لاح بمجرّد تشكيل حكومة «إدارة الانهيار» برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وإيصال البلاد إلى ضفة الانتخابات النيابية بدأ يتبدّد على وقع «تذخير» معارك سياسية ستطبع المشهد الداخلي في المرحلة المقبلة لتشتدّ كلما اقترب موعد فتْح صناديق الاقتراع، ما لم يطرأ تطوّر يطيح بها، بدت الحكومةُ التي تحاول تقديم صورة أمام الخارج عن «إمساكها» بملفاتها وقدرتها على إدارة دفّة الانهيار لتحقيق «الاستدارة» المطلوبة وكأنها تقترب من «السياج الكهربائي» الذي زنّر مهماتِ سابقاتها.

ولم يكن ينقص هذا «الانكشاف» السريع لـ «رؤوس القنابل الموقوتة» إلا أن تظهر الحكومة تجاه المجتمع الدولي الذي يعتبر ملف الطاقة «أم الإصلاحات وأبوها» عاجزة حتى عن «بسط سيطرتها» على محطات التحويل الرئيسية التي كرّرت مؤسسة كهرباء لبنان في معرضِ تحديدها مسببات الانهيار الشامل للشبكة الذي قد يحصل «في أي لحظة» (إلى جانب عدم توافر المحروقات في شكل مستدام) أنها «خارجة عن سيطرتنا، حيث تُجْري قوى الأمر الواقع داخلها مناورات كهربائية تقوّض أي إمكانات تأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية بصورة عادلة على جميع المناطق اللبنانية».

فعشية أسبوع ديبلوماسي مزدحم يبدأ اليوم بوصول الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان لبيروت وبعده وزراء خارجية قبرص واليونان وإيران، وعلى وقع تكرار باريس عبر زيارة وزير خارجيتها جان إيف لدوريان للرياض محاولة جعْل الأخيرة تضع لبنان مجدداً على لائحة أولوياتها وتلاقي فرنسا في تغطية حكومةٍ لم يتبدّل «حرف» في ميزان «التحكم والسيطرة» على قراراتها ولا على الانحراف الإقليمي لبيروت والذي كان وراء ابتعاد غالبية دول الخليج عن «بلاد الأرز»، استوقف أوساطاً واسعة الاطلاع المواقف الآتية:

- إعلاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مجدداً العنوان السياديّ بوصْفه البُعد الأبرز في الأزمة الشاملة التي تقبض على لبنان، موجّهاً انتقاداً هو الأعنف لـ «حزب الله» ووضعيته العسكرية «كجيش تابع لدولة أجنبية» وذلك رداً كلام قائد «مقر خاتم الأنبياء» الإيراني علي غلام رشيد عن أن «قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني أعلن قبيل مقتله بـ3 أشهر أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية مهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم» وبينها «حزب الله».

وقال الراعي في عظة الأحد: «على الحكومة أن تتخطى انتماءات أعضائها وتعلو فوق الأحزاب والطوائف، وتصدّ القوى التي تسعى إلى الهيمنة على مسارها وقراراتها. فتتمكن من إثارة القضية اللبنانية في اتصالاتها العربية والدولية، ومن طرْح موضوع حياد لبنان الذي يبقى الضامن لنجاح جميع الحلول»، مضيفاً: «الشعب لم يعد يتحمل تدوير الزوايا بين الحق والباطل، وبين السيادة والإذعان، وبين القاتل والضحية. أصدقاء لبنان العرب والدوليين ينتظرون التزام سياسة واضحة، وأداء مستقيماً كي يشاركوا في نهضته الاقتصادية والمالية، بعيداً من الازدواجية الممقوتة.

فلا نستطيع أن ندّعي الحفاظ على السيادة وندع المعابر الحدودية مشرّعة، والمواقف الغريبة المسيئة إلى السيادة من دون ردّ. لا نستطيع تأييد الشرعية والقبول بتعددية السلاح وازدراء المؤسسات، وبإنشاء جيش تابع لدولة أجنبية على حد اعتراف أحد كبار المسؤولين في تلك الدولة (...)».

وتابع: «لا نستطيع الوعد بمجيء المساعدات والاختلاف على أرقام العجز وعلى كيفية التفاوض مع صندوق النقد الدولي. لا نستطيع الإصرار على التحقيق في جريمة المرفأ، ونمتنع عن الدفاع عن المحقق العدلي والقضاء.

فالتدخلات التي يتعرّض لها المحقق العدلي من شأنها أن تؤثر على مواقف الدول الصديقة تجاه لبنان بالإضافة إلى أنها تضعف هيبة القضاء عندنا».

وختم: «(...) الوطن يدعونا إلى توحيد الصفوف والنضال في سبيل استعادة السيادة والاستقلال المخطوفيْن».

- رفْع «حزب الله» سقف المواجهة الانتخابية المقبلة، مكمّلاً عناصر هذه «المعركة»، التي يخوضها مستخدما «أسلحة» التخوين بمختلف درجاته، ومصوّباً في شكل غير مسبوق على «لبنانيي أميركا في الدولة اللبنانية» وعلى «عملاء أميركا» الذين يُراد إدخالهم إلى البرلمان «كي يصبحوا بيضة القبان».

فرئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين أعلن «أن الأميركيين يؤثرون في لبنان أمنياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئاً آخَر، فنحن لم نخض هذه المعركة، لأننا نعرف ما قدرة تحمل هذا البلد».

وإذ أكد أن «المعركة التي فتحت في موضوع المازوت، هي نقلة نوعية في مواجهة الحصار الأميركي والغربي الظالم على لبنان، وهذه ليست الخطوة الأخيرة (...) ولدينا خطوات كثيرة قادرون على فعلها، ونعرف كيف نوجعهم، وكيف نهدد لهم مصالحهم، وليس ضرورياً بالسلاح»، قال: «تشكيل الحكومة، لا يعني أن لبنان وضع على سكة الحل، فهم خافوا أن تزداد سطوة حزب الله وحلفائه في لبنان الآن وفي المستقبل ومن أن يصبح البلد بيد نهج المقاومة، وخافوا من أن تؤجل الانتخابات النيابية، لأنهم يراهنون عليها وهذا واضح جداً، وطموحهم أن يحصلوا على 30 مقعداً من ال أن جي أوز أي من عملاء أميركا ولا يتبعون لأي أحد، كي يصبحوا في المجلس النيابي بما يعرف ببيضة القبان».

من جهته، تلقّف نائب «حزب الله» حسن فضل الله دعْم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز (والعضو فيها السيناتور جيم ريتش) للمحقق العدلي في «بيروتشيما» القاضي طارق بيطار والإشادة بنزاهته وإبداء القلق من دور لـ «حزب الله» في تعليق عمله، فاعتبر «أن موقف نواب في الكونغرس من التحقيقات في انفجار المرفأ يشكل اعتداء سافراً على سيادة لبنان، وتدخلاً مكشوفاً في هذه التحقيقات لفرض إملاءات على القرارات القضائية، وهو ما يتطلب موقفاً رسمياً واضحاً بالدفاع عن سيادة لبنان».

وقال: «إن الموقف الأميركي المعلن من مسار التحقيقات ودور المحقق العدلي وموقعيته، يؤكد وجود تدخل أميركي مباشر في هذا الملف لتوظيفه في تصفية حسابات أميركية في الداخل اللبناني بعد فشل الحروب والحصار لإخضاع لبنان. وهذا التوظيف يتلاقى مع محاولات قوى محلية استغلال حالة الاستنسابية وازدواحية المعايير التي تعتري التحقيقات لتحقيق مكاسب سياسية وتقديم أوراق اعتماد لجهات خارجية».

وفي موازاة ذلك، كان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان يعلن في موقف لافت «أن عين المجتمع الدولي على الانتخابات لا على الشعب المصلوب فوق خشبة الجوع، والهدف قلب الموازين الداخلية بخلفية الصراع الإقليمي»، مشيراً إلى أنه «فيما عين جمعيات المجتمع المدني على استثمار الدولار الأميركي الطازج بصندوق الانتخابات فإن واشنطن تستعيد هيروشيما لتعيد توظيفها بانفجار مرفأ بيروت بنسخة تلفيق جديد، كل ذلك رغم أننا بقلب الهاوية، والارتطام المميت مسألة وقت».

وأضاف: «أكثرية شعب تلفظ أنفاسها أمام العالم فيما العالم يحمل صندوق الانتخابات كهدية مفخخة للبنان. لذلك لا بد من صدمة قوية جداً، لأن مَن يعتقد أن جهنم لبنان ستنقذه جنة الوعود الدولية سيستيقظ في قعر الجحيم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي