No Script

اجتهادات

هل ستفشل المشروعات السياحية من جديد؟!

تصغير
تكبير

يوم الجمعة، هو يوم عائلي بامتياز عادة ما أقضيه في تنفيذ الأعمال المنزلية المتراكمة طوال الأسبوع. وقع بين يديّ بخاخ يحمل اسم DW-40 أكاد أجزم أنه موجود في معظم منازلنا نستخدمه في تنظيف وتزييت القطع المعدنية الصدئة. تساءلت بيني وبين نفسي ماذا يعني هذا الاسم وبالتحديد لماذا الرقم 40؟

بحثت كثيراً في الانترنت وكالعادة (طنشت شغل البيت متحملاً تبعات اللوم الأسبوعية)، لأكتشف أن مُصنع المنتج حاول 40 مرة حتى استطاع الوصول إلى التركيبة الصحيحة لمنتجه، ولذلك أراد أن يجعل من الرقم 40 جزءاً من اسم البخاخ تقديراً لجهوده وتخليداً لعدد المحاولات التي قام بها مستغلاً الفشل كدافع له في تحقيق النجاح.

وعلى طاري الفشل، فإن الأخوان رايت صمما أكثر من 200 جناح وسقطت طائراتهما أكثر من سبع مرات حتى تمكنا من الطيران وخدمة البشرية جمعاء في التنقل السهل والسلس بين بلدان العالم.

كما حاول أديسون أكثر من 200 مرة قبل أن ينجح في صنع المكنسة الكهربائية، والتي جنى من خلال اختراعه ملايين الدولارات. وبالمختصر لم يكن الفشل لهؤلاء وغيرهم سوى دافع لتحقيق النجاح أيضاً.

في الكويت، فشلت شركة المشروعات السياحية خلال العقود الماضية من تحقيق أهدافها المنشودة، وتراجعت السياحة الداخلية بمراحل بعدما كانت تتفوق على نظيراتها من الدول المجاورة. مشروعات كثيرة كانت الملاذ للأسر الكويتية، فمن منا لا يتذكر منتزه الخيران أيام عزه، والمدينة الترفيهية وغيرهما الكثير! كلها وغيرها أضحت من الماضي الجميل!

ولا شك أن إعلان شركة المشروعات السياحية عن خطتها الطموحة من خلال زيادة رأسمالها إلى أكثر من 250 مليون دينار وإطلاقها لعدد من المشروعات والمبادرات هو أمر يدعو إلى الفرح الحذر، إلا أن واقع الحال لا يدعو للتفائل كثيراً!

فصانعو القرار يعلمون جيداً أن القوانين واللوائح والإجراءات الحكومية كانت ومازالت تشكل تقيداً صارماً لعمل الشركة، وإن استمرار الحال على ما هو عليه، ومن دون أي تعديلات لازمة يعني بما لا يدعو مجالاً للشك استمرار لفشل هذه الشركة! إلا أن المهم في الموضوع أن استغلال أي فشل آخر جديد لهذه الشركة في تحقيق النجاح لن يكون مقبولاً لدى المواطن الكويتي على الإطلاق، لأننا سئمنا مع الأسف من الفشل المستمر في جميع المجالات! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي