No Script

قيم ومبادئ

سيناريو المجلس القادم! (1من2)

تصغير
تكبير

تكافح المعارضة - إن جاز لنا التعبير- في الكويت لتحدد ببساطة ماهية المجلس القادم إذا استطاعت أن تحدد ماهيتها أولاً، فهل هم مجموعة أفراد وطنيين تلاقت أفكارهم حول أهداف محددة؟ مثل حلف الناتو مثلاً؟ أو هم مجموعة من التجار والمثقفين تطلعوا إلى النهوض مجدداً بعد طول تعثر مثل رابطة آسيان؟ وثالثة الأثافي أو قد يكونون مجموعة أفراد شكلوا تكتلاً سياسياً واقتصادياً لرعاية مصالحهم الخاصة أولاً مثل الاتحاد الأوروبي؟ إن هلامية المعارضة إرهاص ومقدمة لهلامية المجالس القادمة فالعلاقة طردية بينهما.

وإذا نظرنا إلى القضايا التي تتبناها المعارضة من آن لآخر بشكلٍ فضفاض كالقضايا السياسية أولاً، ثم الاقتصادية والأمنية، وتالياً الاجتماعية وأخيراً التعليمية؟ يكون بينها تعاون في بعض الملفات وتنافس في ملفات أخرى، وفي أوقات التعاون المثمر بين المعارضة والحكومة يصبح مجلس الأمة هيئة فعالة نسبياً وقادرة على حشد الطاقات وتضافر الجهود لمواجهة كافة التحديات المتعددة التي تعصف أحياناً بالإقليم، أو تهدد الأمن الداخلي، ولكن عندما يكون المجلس كحاله اليوم حيث أصبح مجرد ساحة للكلام والاستعراض باحتلال المقاعد والشحن الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وإذا كانت بدايات المعارضة تشكلت مع بدايات ظهور النفط وتردد الإنكليز - شركة الهند الشرقية - لمحاولة أخذ امتيازات التنقيب على النفط وما يرافق ذلك عادة من ترتيبات لأزمة لهذا الشأن، كان هناك فكر خارجي عن ما يجب أن تكون عليه المعارضة في الكويت، سواء كان على شكل أحزاب ثورية وأفكار مدارس حزبية مثل فكرة القومية والشيوعية والإمبريالية، مع تداول الكتب والمؤلفات مثل ساطع الحصري وزكي نجيب الارسوزي وميشيل عفلق وغيرهم كثير، والمؤلفات الشيوعية لكارل ماركس التي تلقفها المثقفون العرب وساروا عليها بدعم سواء كان من المعسكر الغربي أو الشرقي؟ لقد استطاع التأثير الخارجي الوصول إلى داخل الكويت ونجح في حشد الشباب للخروج بالفوضى والمظاهرات تحت شعارات استنكرها جميع أهل الكويت.

لهذين السببين، اعتقد الأثر الأكبر في الهوية غير الواضحة للمعارضة، كما اعتقد أن جميع أعضاء المعارضة يعرفون جيداً من هي الجهة التي يفترض أن تعارضها!

لكن المؤكد أيضاً، أن أي من هذه المعارضة لم تكن تعرف لأي غرض تأسست المعارضة؟ ورغم وجود البرلمانات العامة مثل البرلمان العربي والإسلامي والآسيوي وغيرها، إلا أن المعارضة عندنا قصرت في التعامل مع الانشقاقات الجماهيرية الداخلية في العالم العربي والإسلامي مع أن (الأقربون أولى بالمعروف) كنتيجة لإخفاق الأنظمة التي استمرت عقوداً من الزمن، وأصاب دولنا العربية العربية والإسلامية الكساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي.

عبثاً، تحاول المعارضة اليوم لملمة صفوفها، مع توجيه اللوم لرموز التيارات الفاعلة لجهة عدم قيامها بما يكفي للحفاظ على قوام المعارضة لتبقى متماسكة، مع خلوهم من أي شعور بالمسؤولية المشتركة، أو الرؤية للكيفية التي ينبغي أن تكون عليها المعارضة ونظامها الداخلي، ويبدو أنها اليوم تسير بطريق مسدود دون وجود رؤية وهوية ورسالة مجمع عليها غير تلك التي جاءت بتأثيرها الخارجي، اختارت جميع رموز المعارضة في المجلس الحالي مسارات مختلفة للتعامل مع سيناريو تشكيل المجلس القادم بصورة مسبقة لضمان العودة لمقاعد البرلمان!! وليس هناك مبادئ توجيهية للتقيد بها ولا قوانين لاتباعها أو التزامات لتنفيذها، فظهر هذا الخلل في المواقف من قانون العفو، فنجد ان عدم الانسجام بين رموز المعارضة لا يزال مستمراً مع وعورة الطريق، ومن السهل العودة الى حظيرة الوطن وكل ما هو مطلوب أن يقرر رموز المعارضة أن المشكلة قد انتهت وطويت آثارها وحفظ ملفها.

وهذا أمر مستحق اليوم، حيث تراكمت رواسب الغضب والاستياء الشعبي الذي انتظر من المجلس الحالي أي إنجاز يحسب له، مع إعلام نجح في صرف الأنظار عن تأخر ملفات التنمية! فهل تتأقلم المعارضة من جديد لنرى مجلساً قوياً بأدائه، شريطة الخروج من قمقم الماضي ؟ هذا ما ستكشف عنه قادم الأيام.

الخلاصة:

قد أسمعت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي