No Script

ما في خاطري

المُعلّم الكويتي «الغلبان»

تصغير
تكبير

كنت أتمشى بردهة إحدى المدارس في أول أسبوع عمل لي كمعلم، فأشاهد زملائي المعلمين من الكويتيين والوافدين وتبادر في ذهني سؤال مهم وهو لماذا يغيب العنصر الكويتي في التعليم؟ ولماذا تشكل الغالبية العُظمى من المعلمين من إخواننا الوافدين؟ رغم إنني لاحظت الكفاءة العالية التي يمتلكها معظم المعلمين الكويتيين ولكن وجودهم في المدارس قليل.

وللأسف هذه السؤال لم أصل لإجابته الكاملة إلّا بعد سنتين من العمل، فمن المنطقي جداً أن تكون الغلبة للمعلم الوافد لتغطية كل المدارس، ولكن ما شعرت به هو أن التدريس كان آخر اختيار عند حديثي التخرج من المواطنين رغم إن تخصصهم يؤهلهم لذلك، وهذا أمر يشعرنا بالضيق والألم فالعنصر الكويتي وجوده مهم في التدريس فهو يجيد اللهجة التي يخاطب بها المتعلمين وقد يكون اجتماعياً أقرب للطلبة، وهذا ما لمسته من خلال تجربتي البسيطة في التعليم، فغياب المعلم الكويتي وراءه أسباب عدة أنا شخصياً واجهت بعضها.

أولها، هو عدم وجود الحافز المادي الكافي، فالتدريس مهمة شاقة خصوصاً على من يُدرّس المواد الأساسية، وهذا الشيء لا يشعر به من يجلس في مكتبه بعيداً عن الميدان، فيفضل المُتخرّج أن يلتحق بإحدى الوزارات الأخرى أو إحدى الشركات التي توافر له راتباً أعلى وامتيازات، والأمر الثاني هو سوء تعامل بعض الإداريين والموجهين مع المعلم الكويتي فيتم تكليفه من قبل الإدارة ببعض المهام الأخرى البعيدة عن مهمته الأولى والرئيسية وهي تدريس الطلبة فيفقد تركيزه ويتشتت، كذلك نرى بعض الموجهين الذين تفرغوا لنقد المعلم وإحباط عزيمته، فبعض المعلمين الكويتيين تجدهم يقومون باجتهادات شخصية مختصة بالتدريس، ولكن هذا الشيء عادة لا يلاقي القبول من قبل بعض الموجهين الذين يتمسكون بعقلية التدريس الكلاسيكية القديمة التي عفى عليها الزمن، فيصطدم بعض الموجهين مع المعلم الكويتي ويوجهون له الانتقادات المستمرة رغبة منهم في التحكم به وبطريقة تدريسه، والأمر الثالث هو غياب الاهتمام الحكومي للتعليم ومنشآته، فعند بداية كل فصل دراسي ترى المعلم يعاني من المنشآت التعليمية بسبب غياب الصيانة، وشركات التنظيف، فيضطر أحياناً إلى القيام بأدوارهم، وهذا أمر مضحك قد لا يصدقه البعض، ولكن يحدث الآن في هذه الأيام بعد جائحة «كورونا».

سلبيات عديدة وتحديات صعبة تواجه المعلم الكويتي، وتحتاج لتدخل من المسؤولين في وزارة التربية لحلها، وهذا الأمر ينسحب كذلك على بعض المعلمين الوافدين الذين يعانون كذلك، فالمعلم يحتاج أن يشعر بقيمته وأن تتحول البيئة التعليمية في الكويت إلى بيئة جاذبة، فهي في الوقت الحالي بيئة طاردة للكثير من الكفاءات، وأن يستشعر المسؤول أهمية هذه الوظيفة ومدى صعوبتها.

Twiiter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي