No Script

سافر إلى ذاتك

كبر السن وجودة الحياة

تصغير
تكبير

مخيفة جداً عملية الصعود بالعمر، والأشد رعباً الشعور بأن لا جديد سيكون ولا مرحلة يجب أن تصنع ولا أي مرحلة علينا أن نخوض، حالة سكون وهدوء وتوقف.

فكل المراحل انتهت من زواج وأبناء ودراسة ووظيفة وأحفاد... وكلما مرت السنوات واشتدت عليك شيخوختك، كلما زاد القلق الذي تخفيه عن الجميع ولا تعترف به حتى مع نفسك، ولأن عملية الإنكار هي ثاني ردة فعل في دائرة الصدمات النفسية فتسبقها الصدمة ثم تأتي لتنكر الوضع والحالة والشعور.

ولأن الوعي الجمعي لم يبلغ من العمق أن يفسر أن جودة الحياة أهم من سنواتها، أصبح واجباً ومهماً أن يكتب هذا المقال لنعي ونستعد ونطبق، ولأن الشيخوخة مرحلة من مراحل النمو، فهي تحمل امتيازات تشبه امتيازات مرحلة الطفولة في الرعاية، والاهتمام المبالغ فيه، فمن امتيازات التقدم بالعمر الرعاية العائلية لحد لا تستطيع فيها أن تحضر لك كوباً من الماء، أو تمسك إبريق الشاي، أو تستضيف أحداً.

الأماكن العامة تخدمك وتوافر لك سبل الراحة كمواقف بالقرب من أي مكان تقصده، لا طوابير تقف بها، ولا أدوار تشملك مستثنى عن الجميع، وامتيازات في العلاج والخدمات الطبية، أي أن التقدم بالعمر هو رفاهية جميلة ورائعة، تشمل الخدمات العملية والقضايا المعيشية المقدمة بشكل كامل متكامل، فقط المطلوب من صاحبها الراحة وعدم الحراك، ولو نظرنا لما سبق من وجهة نظر التقدير هي شاملة وكامله ومتكاملة، لكن علم النفس الإيجابي له إضافة أخرى.

ماذا عن جودة حياة المسن العاطفية؟ ما هو تحدي يومه؟ كيف فقد ذاكرته؟ أين أضاع شغفه؟ ومن أهدى حياته؟ أسئلة عميقة لعمر المسنين تصف حالتهم الشعورية التي انتبه لها كثير من المختصين، وعبروا وشرحوا في دراساتهم عنها في علم النفس الإيجابي وجودة الحياة الذي لا يركز على المعاناة والضعف، بل على المساعدة في إنتاج المزيد من السعادة / الرفاهية لحياة الناس ويعتبر علماً جديداً للسعادة.

وفي دراسة نشرت عن تحسين وجودة الشيخوخة، ناقش الباحثون فيها الإيجابية لهذه المرحلة من مراحل النمو، ووصفوها بالتالي: «الشيخوخة الصحية» و«الشيخوخة الناجحة» و«الشيخوخة النشطة» و«الشيخوخة المثلى» وأخيراً «شيخوخة إيجابية». ثم حددوا، ووضعوا سبعة مؤشرات تدل على شيخوخة سعيدة: 1) الصداقات أو العلاقات الاجتماعية التي تنمو طوال الحياة. 2) الشفافية في التعامل والصدق. 3) الزواج الجيد. 4) عدم استخدام الكحول أو التبغ. 5) ممارسة الرياضة. 6) البدء بالعمل الحر. 7) السفر والاكتشاف.

ولأن جودة حياة المسن واجبة ومسؤولية كل من لديه هذا المسن (بركة البيت)، كان لا بد أن نتعلّم كيف تساعده شعورياً للتطور والتقدم في مشاعره.

ويكون ذلك في وضع تحدٍ يومي له مقسّم بشكل دوري على أفراد العائلة، لينعم بالمشاركة الفعالة مع أبنائه وصناعة حرفة أو عمل يتقنه ويحبه ومساعدته في تطويره، والاستفادة منه تحديد أيام خاصة لعلاقاته القديمة، وإعطائه الخصوصية الكاملة فيها مساعدته في الاكتشاف والبحث والقراءة أو الاستماع.

وأخيرا: كان عمرك 90 أو حتى 100، كل يوم في حياتك يستحق التحدي ويستحق البدء، ويستحق التمتع ويستحق الإنجاز.

حياتك قصتك، لنعيش قصصنا ونسمح للآخرين يعيشون قصصهم الخاصة مع تحدياتهم وتطلعاتهم التي تخصهم. @drnadiaalkhaldi ‏Twitter،Insta

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي