No Script

مشاهدات

قصة قديمة وواقع مرّ

تصغير
تكبير

- كم من دولة دمرت بسبب بث الفتنة الداخلية وتأجيج الخلافات بين المجتمع الواحد من أطراف أخرى مستفيدة من تلك النزاعات بدافع المصالح الذاتية لهذه الأطراف؟

يحكى بأن منذ سنوات مضت اتفق الطلبة مع أستاذهم على قضاء إجازة الأسبوع معاً للترفيه وكسر روتين الدراسة، وفي المساء عندما اجتمعوا معاً جرى الحوار بينهم، وكان السؤال من الأستاذ إلى الطلبة:

إذا كانت هناك دولتان ونشأ بينهما خلاف ما، ثم تطور الأمر، ونشبت بينهما الحرب، ولجأ المسؤولون في الدولتين إليكم كطرف محايد للتدخل لفض النزاع - فكيف يكون قراركم حيال هذا النزاع لحل المشكلة؟

وبلا تردد، أجمع كل الطلبة على حل واحد وهو إيقاف إطلاق النار بين الطرفين - سحب القوات من الجانبين - الجلوس معاً والتحاور لحل المشكلة.

فكان رد المعلم عليهم: يؤسفني القول بأنكم لا تعلمون شيئاً عن السياسة !

فتساءل الطلبة: ما الحل إذاً؟

فقال: بكل بساطة إن أخذنا بالحل الذي طرحتموه فمن المؤكد ألاّ تكون هناك أي مشكلة، والأمور سترجع عادية كالسابق، ولن تكون ( الدولتان ) بحاجة إليكم ودوركم ينتهي في الحال - إنما المفروض بأن تستغل تلك المشكلة بطريقة احترافية أي التعامل مع المشكلة وكأنك تتعامل مع طفل مولود حديثاً، بحيث يكون بحاجة ماسة إليك من ناحية الرعاية والتعليم والأكل والملبس والتربية لمدة سنوات طويلة، حتى يتخرج ويعمل، وبذلك تكون الحاجة إليكم مستمرة لا تتوقف وتلك هي السياسة.

يا ترى كم من هذه المواقف التي تخالف الفطرة الإنسانية والنهج الديني والسماوي الذي ينادي بحل النزاعات، والخلافات لتسود المحبة والإعمار بالبلاد قد طرحت على الأطراف المتنازعة ليطول أمد النزاع بينهم؟

فكم من دولة دمرت بسبب بث الفتنة الداخلية وتأجيج الخلافات بين المجتمع الواحد من أطراف أخرى مستفيدة من تلك النزاعات بدافع المصالح الذاتية لهذه الأطراف؟

(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان).

الإنسان بفطرته يحب السلام والأمان والاطمئنان، والسلام مبدأ يتفق عليه الجميع وركيزة أساسية في جميع الأديان والثقافات، والدين الاسلامي - دين الوسطية - مكنونه السلم والسلام، وأساسه الإرادة والاختيار وحرية الفكر وعدم ترويع الآمنين، وليس كما يسّوق له المبغضون بأنه دين قائم على العنف والعداء ضد الآخرين.

الجميع لهم الحق في الحياة الكريمة والعيش المشترك بأمان، وتماسك النسيج الاجتماعي هو حماية للمجتمع من الصراعات التي قد تقوض وتهدد أمنه واستقراره.

الإنسان مخلوق فضّله الله على سائر المخلوقات، وحرّم الله القتل، فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، فكيف إن قتل أناساً آخرين؟

فالسعي إلى السلام منهج يجنب الإنسانية القتل والدمار، ويمنع سفك الدماء والخيانة والغدر، وكذلك يدعونا الإسلام إلى الالتزام بالأخلاق وعدم الفجور في الخصومة مع الأعداء، وهذه من آداب ديننا الحنيف.

اللهم ابعد عنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين وشر الحاسدين،

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي