No Script

على الهواء

الذين أدار التاريخ لهم ظهره

تصغير
تكبير

الذين حاربوا وهم على حق لرفع شأن بلادهم وعزة قوميتهم وهُزِموا، أدار التاريخ لهم ظهره... وكتب المنتصرون في سجلات التاريخ، أن المنهزمين هم طغاة وجبابرة وفاشيّون.

الشعب الألماني سار وراء زعيمه هتلر، وكاد يوحد العالم الأوروبي تحت اتحاد واحد، ولكن تكالبت عليه الأمم من كل صوب حتى هزم شرّ هزيمة. وذهبت شعارات الألمان الحقّة ونسيهم التاريخ بعد حين.

بلاد عربية كبرى عبدت أو كادت تعبد رؤساءها ولما ماتوا أو قتلوا جحدتهم. الألمان زحفوا طائعين خلف زعيمهم هتلر وكانوا يطربون لكل دولة يحتلها وغمرت شعوبهم الساحات والشوارع كالسيول الجارفة معبرة عن حبهم لزعيمهم.

ولم ينل زعيم في الشرق العربي من حب كما ناله الرئيس جمال عبدالناصر في العالم العربي...

وشاهدت فرحة الشعب السوري عند إعلان الوحدة المصرية - السورية في 1958... زحفَ الشعب اللبناني نحو سورية عندما زارها عبدالناصر ليبارك الوحدة، وشاهدتُه أنا في ذلك الزحف الجماهيري وكيف حملوا سيارته وهو بداخلها مع الزعيم اليوغوسلافي السابق تيتو.

تكالبت على عبدالناصر دول الغرب وأميركا واسرائيل، ودُفع إلى حرب اليمن لثماني سنوات لنصرة ثورة اليمن وقائدها السّلال حتى أُنهك الجيش المصري...

انتشرت قواعد خارج اليمن لتضرب جنده، ثم نُصبت له شراك حرب 1967 التي عرفت بنكسة يونيو... ذهبت مصر وسورية والأردن إلى هزيمة نكراء.

عبدالناصر من الذين أعطى التاريخ ظهره لهم... ذهب رئيس عربي إلى أميركا ليبشرهم بتحطيم الوحدة العربية والقضاء على القومية العربية قبيل حرب 1967 وكان له ذلك.

لا تزال الحروب المشتعلة في عالمنا العربي تُضرم من الخارج، ويجلب إليها مرتزقة يمدونهم بالمال والسلاح.

من الذين أدار التاريخ له ظهره، وجدتُ من يترحم عليه، إنه الأستاذ أحمد حسن الزيات في (الرسالة) 27/1/1947 يقول: رحم الله أدولف هتلر... وسقى الله ضريحه إن كان له ضريح، حارب الصهيونية العالمية التي اشعلت حربين دوليتين وحطمت الاقتصاد الألماني بلعبة رأس المال، والبنك الدولي وإفلاس دول وجعلها على شفى حفرة من الزوال.

ودول كانت في تاريخها القديم أفضل من حالها اليوم... في إمارتها هي خير من دولتها وشعاراتها الملتهبة. كانت السرقات سرية، فصارت علنية أمام الملأ.

عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا 1950 - 1960 مؤسس الحزب الديموقراطي، زعيم منتخب قضى عليه انقلاب 1960، إعداماً... ندمت الحكومة على إعدامه فبنت له ضريحاً ضخماً وأطلقت اسمه على شارع كبير في كوشاداسي واعتبر «شهيد الوطن»... قد أدار التاريخ له ظهره.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي