No Script

أميركا أكثر أمناً... لكن من يحمي الدول منها؟

11 سبتمبر 2001
11 سبتمبر 2001
تصغير
تكبير

أحيت الولايات المتحدة، السبت، ذكرى مرور 20 عاماً على اعتداءات 11 سبتمبر، لتؤكد أنها «أصبحت أكثر أمناً بعد أن قضت على أعدائها»... هل هذه المقولة صحيحة ودقيقة؟ وما هو الخطر الحقيقي على العالم؟

«لقد قضت أميركا على من هاجمها»... هذه هي المقولة التي يرددها المسؤولون.

إلا أن جل ما فعلته واشنطن، هو القضاء على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي تحمّله مسؤولية أحداث ذلك اليوم.

إلا أن أميركا ودول العالم التي تكافح تنظيمات تعتبرها «إرهابية» تعلم جيداً أن «التنظيمات العقائدية» بعيدة كل البعد عن إزالتها، كونها تملك قيادة أفقية وأن قتل زعيم أحد هذه التنظيمات لا يغير في المعادلة، شيئاً، ناهيك عن وجود مستمر لـ «القاعدة» في اليمن وأفغانستان وسورية ودول أفريقية عدة.

قاتلت «القاعدة» مع حركة «طالبان» في أفغانستان، حيث تواجدت القوات الأميركية لمدة 20 عاماً من دون أن تقضي عليها. كذلك دعا زعيم التنظيم أيمن الظواهري، جميع من يستطيع من تنظيمه ومن يبايعه بالالتحاق بـ«تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، حيث يتواجد التنظيم تحت أعين أميركا التي تحتل الشمال – الشرقي السوري.

وقد أكمل التنظيم مشواره من دون أن يضعف أو يتلاشى، لأن أصحاب العقيدة يمكن قتلهم، ولكن لا يمكن إزالة العقيدة المترسخة لدى هؤلاء.

وفي لبنان، اغتالت إسرائيل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد عباس الموسوي عام 1992 وكذلك قتلت أكبر القادة العسكريين وقتلت غيرهم من أرفع المستويات في حرب سورية، لكن «حزب الله» أصبح أكثر قوة وقدرة.

وهذا يدل على أن أميركا تواسي نفسها.

وحتى اليوم لم يُغير «القاعدة» أهدافه بمهاجمة «العدو البعيد» (أي الأميركي) على خلاف تنظيم «داعش» الذي يهاجم «العدو القريب».

أما من يحمي العالم من أميركا، فهذا يأخذنا إلى آخر ما قامت به طائراتها المسيرة في آخر مهمة لها في أفغانستان، حيث قتلت عائلة بكاملها، منهم سبعة أطفال من مجموع عشرة، سقطوا تحت عنوان «هجوم وشيك لداعش على مطار كابول والقوات الأميركية هناك».

ورب هذه العائلة – كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» - مهندس يعمل في شركة أميركية مركزها في كاليفورنيا.

وقد أطلقت طائرة MQ-9REAPER الصاروخ عليه بعد أن حمل عبوات من الماء، اعتقد الأميركيون، أنها متفجرات.

هذا غيض من فيض، فقد قتلت أميركا حسب إحصاءاتها نحو 70 - 80 ألف مدني أثناء الحرب الأفغانية، باعتقادها أنهم إرهابيون.

وكذلك فعلت في العراق حيث قتلت مئات الآلاف، وغيرهم في كل حروبها.

لكن من يحاسب أميركا على أفعالها، أم أن قتلى الشعوب الأخرى يعتبرون «أضراراً جانبية»؟

نعم أميركا أصبحت أكثر أمناً لأنها تستطيع فعل ما تريد ولا من رقيب ولا حسيب، لكن العالم ليس أكثر أمناً إذا كان هناك من يفلت من العقاب و لا يستطيع أحد معاقبته على ما يرتكبه «من جرائم ضد الإنسانية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي