No Script

مرئيات

فن التغاضي في الحياة

تصغير
تكبير

- كثير من الناس قد يتحدّث عنك بسوء إما حسداً أو غيرةً... ومن الذكاء أن تتظاهر بأنك لا تعلمُ حِفاظاً للود القديم

لا شك أنّ الحياة مليئة بالأحداث والمواقف منها المُفرِح ومنها المُحزِن، ومنها الإيجابي الذي يجدّد فيك الطاقة وينميها، ومنها السلبي الذي يثقلُ هِمّتك ويخفض من طاقتك ونشاطك.

كذلك العلاقات الاجتماعية مع الناس سواء على مستوى العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل هي مزيج من مواقف ومشاعر وأحاسيس، قد تكون إيجابية ومشجعة ومحفزة وقد تكون العكس. جميعاً نمر في هذه الحياه بهذه العلاقات والمواقف وقد تتبيّن لك أمور قد تتفاجأ منها أو حتى تنصدم منها. العاقل من تكون ردة فعله متزنة وراكدة ولا تكون متسرعة ومتهورة.

كثيراً منا مر ببحر من العلاقات ما بين مدٍ وجزر فتارة تقوى مع شخص وتارة تفتر مع آخر، بسبب انشغالات الحياة وارتباطاتها والكل لاهٍ في نفسه، ولكن يجب أن يبقى الود والاحترام وتذكّر جلسة جميلة جمعتكم مع بعض، علاقة مميزة كانت تربطكم مع بعض، القاعدة الربانية «ولا تنسوا الفضلَ بينكم».

يقول الإمام أحمد - رحمه الله -: (تسعة أعشار حُسن الخُلق في التغافل)... تغافل عن زلات زوجتك وأبنائك وأصدقائك، واستحضر العُذرَ لهم، وتجاوز عن الأخطاء وتصرّف كأنك لا تعلمُ أو لم تنتبه حتى وإن كنت ترى وتعلم.

كثير من الناس قد يتحدّث عنك بسوء، سواء في محيط عملك أو علاقاتك الاجتماعية إما حسداً أو غيرةً أو طمعاً في كسب مسؤول أو مصلحة معينة، من الذكاء أن تتغافل وتتظاهر بأنك لا تعلم حفاظاً للود القديم، البعض يأتيك بقناع الصديق والمحب والمخلص، تعامل معه على هذا الأساس حتى وان كان عكس ذلك وأنت تعلم ذلك حفاظاً على لحظة جميلة جمعتكم أو موقف لطيف كان بينكم.

الحياة لا تأتي كما نحب ففيها ما يفرحنا وفيها ما يكدرنا، وكذلك العلاقات فيها الرصيد الكبير والصداقة الحقيقية وفيها التمثيل والتعامل بأكثر من وجه وأكثر من قناع، ولكن في الحقيقة أعتقد أن الكل يعرف حقيقة الكل، ولكن نتغافل عن بعضنا ونتعامل مع بعضنا بالظاهر، وهذا حق بعضنا على بعض، لذا فن التغاضي وفن التغافل مهمان جداً، ويجب أن يكونا أساسيين مهمين في تعاملاتنا وعلاقاتنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي