No Script

خواطر صعلوك

فاشينستا الكُتب... !

تصغير
تكبير

- أدركت الفتاة «المسكينة» أن صوت أعظم الفلاسفة أضعف من صوت خلخال في قدم راقصة

مُخطئ من يعتقد أن الاستهلاكية مفهوم يخص السلع والمنتجات، دون أن يمس الأرواح والمفاهيم والمعنويات.

فحتى الكُتب أصبح لها فاشينستات مثل المكياج والعطور والبخور ودهن العود المعتق على عاج الفيلة.

لقد أصبح لكل دار نشر فاشينستا تعرض كُتب ومنتجات دار النشر.

بدأت القصة مثل أي قصة... فتاة مثقفة تُحب القراءة، تنشر صور كتبها وبعض الاقتباسات الجميلة، فيعجب المتابعين، ويصبح لها جمهورها الصغير المحب لاختياراتها ومراجعاتها الفنية.

ثم يلتفت لها «رأس المال»... ويتعاقد معها بأشكال مختلفة، فتروج وتنشر وتقدم محتوى، وتصبح جودة الصورة أهم مما فيها، وتُصبح شخصية مهمة يقرأ الكثيرون الكُتب التي تُرشحها، ثم ترتدي الكعب العالي، ويظهر من الجسد أكثر مما يظهر من الكُتب... وتتغير ويزيد المتابعون_القراء وغيرهم_ ثم تبدأ مرحلة تحول؛ تقدم ما يرغب به المتابعون أكثر، وتكشف من نفسها أكثر.

وتلتفت لصورها أكثر، وتُقدم لها الهدايا في هيئة كُتب وأحذية على حدٍ سواء، وتتقدم أكثر، ويتحول حسابها إلى فاشينستا «موديل» بعد أن كان فاشينستا «ثقافة».

لقد أدركت هذه الفتاة «المسكينة» منذ وقت قريب أن الإبداع يبدأ من فوق الركبة... وصوت أعظم الفلاسفة أضعف من صوت خلخال في قدم راقصة، وأعطني الناي وغني، فالغنا سر الوجود.

‏تتظاهر بعد مُضي هذه السنوات أنها قد توصلت إلى شيءٍ مهم.

وبعد انتهاء حفلة التفاهة وخلع الأزياء التنكرية، ستُدرك أنه لا شَيءَ مُهماً، ولا شيء يستحق، وأن اللحظة التي كانت فيها تقرأ كتاباً لنفسها وتستمع به، هي فقط اللحظة التي كانت تستحق!!

عموماً، عن نفسي أعتقد أنه لا شيء مُهماً، ولا شيء يستحق، أدركت ذلك منذ وقت طويل، وأن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي