No Script

خواطر صعلوك

أخيراً... اكتشفت الحقيقة!!

تصغير
تكبير

طوال عمري كنت أتنقل بين صفوف المعارضة وبين صفوف الحكومة... مرة هنا ومرة هناك. أشجع الخصخصة تارة، والرعاية والرفاهية تارة أخرى، ولكن في النهاية، حانت مني التفاتةٌ إلى الحقيقة... أخيراً عزيزي القارئ، اكتشفت الحقيقة، تلك الحقيقة التي كان يبحث عنها العرافون والأولياء والمشعوذون والدجالون والعيارون والشطار والصعاليك، وما تبقى من الفلاسفة وأصحاب الفهلوة.

لكن عليك أن تمر معي في رحلة اكتشافها... ولن آ خذ من وقتك سوى دقيقتين، وصدقني إن اكتشاف الحقيقة يستحق أكثر من دقيقتين.

يوم الأحد - ويوم الأحد مصنوع من البلاستيك - وجدت نفسي أدافع عن رئيس مجلس الوزراء مع أصدقائي في الديوانية. لكن يوم الأربعاء، كنت ألعن سياساته مع أصدقائي في المقهى... وكنت أرى دائماً أن ما يسميه المعارضون قيوداً من حديد، يسميه المؤيدون «أساور من ذهب».

أما يوم الخميس، فكنت أقرأ الإحصائيات التي تفيد بأن نسبة 96 في المئة من الشباب يعانون من الواسطة والمحسوبية، و95،2 في المئة من الشباب والشابات، لديهم حب المظاهر والتفاخر، و90 في المئة من الشباب يعانون من غلاء المهور... فأعلن براءتي من المعارضة والحكومة على السواء.

في يوم السبت - ويوم السبت مصنوع من الدارسين - أصبحت أكثر هدوءاً. وتذكرت الشباب الذين سُجنوا بسبب جنون الأكثرية لمصالح أفراد... والشباب الذين خسروا مشاريعهم بسبب التغرير بهم بإعلانات ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة... والشباب الأعلى تعليماً والأكثر طموحاً الذين يفكرون بالهجرة... والمقترضين... والمطلوب إلقاء القبض عليهم... والذين يتنظرون بيوتاً ليسكنوا فيها، وتعليماً أفضل لأبنائهم.

أما يوم الإثنين، فهو يوم فريد - فيوم الإثنين مصنوع من الطحين - ففكرت في أيام الأسبوع كلها، وقلت لنفسي: يجب أن تكون أيام الأسبوع أكثر مرونة مما هي عليه... فمثلاً، لماذا لا ينبثق يوم الأحد بعد الأربعاء، أو أن يكون يوم الخميس في منتصف الأسبوع، ويوم الثلاثاء في نهايته، وأن نجري قرعة أول كل شهر من أجل تحديد عدد أيام الشهر.

ولا مانع من أن يتكرر شهر فبراير ثلاث مرات في السنة... ثم لماذا نعيش هذا الروتين الملل؟ وتمنيت أن يُخصص السياسيون يوماً مفتوحاً للوطن، ينزل فيه أعضاء البرلمان إلى الشارع لكي يتطوعوا لتنظيف الشواطئ، بدلاً من تنظيف خزائن الوطن، ويرتدي الوزراء، شخصيات اسبونج بوب وجحا وداروين ودراكولا، من أجل إحياء عيد ميلاد أطفال الوطن.

أما يوم الجمعة - فمصنوع من البط المشوي مع البطيخ - وفي هذا اليوم اكتشفت الحقيقة، حيث لاحظت أنني والمصلون، ننسى تذكر الفضائل الأخلاقية طوال الأسبوع ونتذكرها في خطبة الجمعة... وأن الإمام ليس مجرد إمام، لكنه مأذون شرعي ومفسر أحلام ومُصلح علاقات زوجية، ومدرب تنمية بشرية، وكاتب صحافي ولديه مطعم ومصبغة، وكفيل لثلاثة هنود في مزرعة.

لقد كان هذا الأسبوع بالنسبة لي، مثل شمعة تحترق من الجانبين، وارتسمت على وجهي ابتسامة بلهاء، ما أن عرفت الحقيقة... ويبدو أنك عزيزي القارئ في انتظار أن أخبرك بها... ولكني صدقني إن اكتشاف الحقيقة يستحق أكثر من دقيقتين، في قراءة مقال.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي