No Script

صوت القلم

الكتابة رسالة وليست... أداة انتقام!

تصغير
تكبير

إنها فن صياغة الكلمات وترتيبها وإخضاعها على الوقوف في صف طويل لينتقي منها ما يشاء ويرتبها في صفحته ويسقيها من دم حبره، فهي تمثّل فكر وتوجه وخبرة وذوق الكاتب، ولا يمكن أن تولد من دون معاناة منه، فهي تمثل إبداعاً لا يمتلكه سوى الحالمين بروح الكتابة... إنها باختصار رسالة سامية تنير عقل القارئ وترشده نحو الطريق الصحيح.

فهي أداة راقية ليست انتقامية أو انتقائية، ووسيلة لحفظ المعلومات وتبادل الخبرات والتجارب والاستنتاجات، والتعبير عن المشاعر وتقريب المسافات بين المرسل والمستقبل، وهي وسيلة للتأثير بشكل إيجابي وكذلك سلبي، وأيضاً وسيلة لراحة البال والتنفيس عنها... وسيلة ناجعة لنشر الأفكار والمساهمة في الإصلاح من خلال توجيه القارئ وتحديد مكمن الخلل في أوضاع معيّنة بغية تغييرها، ولها دور فعّال وكبير في زيادة المعلومات وصقل التجارب وتنمية العلاقات العامة والخاصة، وكذلك تعتبر وسيلة مهمة لنبذ الإشاعات والعمل على توجيه الشارع نحو الاطلاع على مكمن الخلل في الأداء وتسليط الضوء على العمل والإنجاز.

بكل أسف، لا يوجد لدينا دعم للعمل الصحافي، فالكاتب والمحرر هو موظف دولة، وهناك من استغلّ عمله في تحقيق مصالح معيّنة، وآخر يحمل رسالة لا تتلاءم مع توجهات بعض مسؤوليه، فتجده يتضرّر ليس لأنه مقصر في عمله بل لأنهم قلقون من قلمه وكتاباته فيحاولون ويجاهدون من أجل تحييده عن ما يفعلون من فساد، لينشغل بمشاكله ويتركهم.

هذا واقع حصل مع أحد الزملاء الذي انبرى لفساد مسؤول وكشفه أمام الملأ ولكنه تضرّر بشكل كبير، فجاءت التهم جزافاً، وهُدد بالفصل من عمله الحكومي وخُصم من راتبه بشكل شهري.

فقد تلقيتُ اتصالاً منه يشكو حاله، ويطلب النصيحة. وبعد الاستفسار عرفت أنّ من ظلمه يتبوأ منصباً كبيراً وسيغادره قريباً. فقلت له: هذه فرصتك لتسترد حقك من دون تجن أو ظلم ومن دون التعرض لشخصه وعائلته بل لعمله، فهو أحوج ما يكون للكاتب والصحافي في هذه الأيام خصوصاً بعد قراراته المرتبكة والتي تؤكد على يقينه بأنه سيغادر منصبه من دون رجعة...

استمع الزميل للنصيحة، وربما يأتي بمقال يزلزل ذلك المسؤول ومن على شاكلته، وسأحاول جاهداً أن أعزّز ذلك بمقال قادم، ليعرف أن صمتنا احترام وليس هَواناً، وللحديث بقيّة.

@ mesfer alnais

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي