No Script

سافر إلى ذاتك

نيللي كريم وإعادة الأمل

تصغير
تكبير

في الأسبوع الفائت ضجت السوشيال ميديا بخبر زواج الفنانة الجميلة نيللي كريم، ومع انشقاق الآراء المتعارف عليها في كل الثقافات، وبين اختلاف مشاعر الناس في ردات الفعل المختلفة، كانت أشهر 3 ردات فعل كالتالي: متزوجة أصغر منها شلون؟، 46 سنة وما زلت جميلة، شكلها أصغر منه، وردات فعل كثيرة بعضها غريب بعض الشيء وبعضها محايد، والغالب ردات فعل إعجاب وتقدير.

ولو تركنا ردات الفعل وأخذنا مجهراً، لرصدنا الأثر الذي فعله فيديو - لا يتجاوز الدقائق - في نفسيات الفتيات والشابات، خصوصاً الفئة التي تجاوزن الأربعين من العمر وهو العمر المخيف الذي لو نترجمه حسب وعي مجتمعنا فسنقول: هو عمر الخطر، عمر اليأس وفقدان الأمل للمرأة، العمر الذي تبدأ فية الفتاة في النزول من سلم الجمال، وسلم الفرص وسلم الأحلام وحدها، واليأس يتزامنان مع بعضهما وجهاً لوجه.

وتأتي نيللي بجمالها ورشاقتها وأنوثتها الطاغية تغير قانوناً كاملاً، وتصنع أملاً متكاملاً، وتحيي نفوساً ميتة، وتفيق عقولاً وتضع من حياتها مقياساً جديداً، وتعريفاً جديداً للشباب والأنوثة والزواج، ليس هذا فحسب بل غيّرت وجهة نظر الكثير في عمر الزوج المناسب، ووقت الزواج المناسب وطلة الزواج المناسبة.

ولو رجعنا للوراء قليلاً، أذكر عزيزي القارئ أربعينية مقبلة على الخمسين تزوجت حديثاً، ورأيتها ترتدي الفستان الأبيض بحب والطرحة بفرح، وتدخل كعروس عشرينية سعيدة ومليئة بالحيوية، لن تذكر هذا المشهد لأنه نادر - إن لم يكن معدوماً - الحدوث وقد يكون مستحيلاً ففي الوعي العام عندنا، فتاة هذا العمر ليس من حقها هذا الرداء ولا هذه الدرجة من الفرح، ناهيكم عن التعليقات القاسية والجارحة وأشهرها (طاع هذه مصدقة نفسها صغيرة على الحب)، والكثير من كلمات التنمر والجرح والخدش النفسي.

كل ذلك لأنها لم تكن شجاعة وجميلة ومهتمة بنفسها كنيللي كريم، لتغير الموازين وتصنع اختلافاً ملحوظاً قابلاً للقياس في نفوس من يقاربها العمر، وقابل لقياس الأثر كما رأيناه وشعرناه جميعنا من جميعنا، كل ذلك حدث في دقائق صادقة عرضت ونشرت في السوشال ميديا، شكرا نيللي كريم أعدت الكثير إلى الحياة وأعدتِ تعريف الأمل.

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي