No Script

ألوان

الكويت الأقل تضرّراً

تصغير
تكبير

عانى العالم كله من تبعات جائحة كورونا وبصورة تاريخية، إذ لم يسبق أن تعرّض العالم كله لآفة واحدة في وقت واحد، الأمر الذي أدى إلى الارتباك وتعطل سبل الحياة الطبيعية، فعم السكون والموت والمعاناة مع حالات الجائحة، الأمر الذي بات تحدياً كبيراً للحكومات، مهما كانت مقتدرة مادياً وصناعياً، ولم تسلم الكويت من هذه المأساة العالمية، إلا أنها - والحمد لله - الأقل تضرّراً.

إن جائحة كورونا - رغم المآسي التي حملتها، لكنها حملت معها بعض الأمور الإيجابية، أهمها أن العالم أصبح أكثر تواضعاً، إذ إن الطبيعة برهنت على أن التطور التقني والثراء لا يمكن أن يقف أمام إرادة القدير على العالم، إلا أن الأمل موجود انطلاقاً من الإيمان بالقضاء والقدر، ثم تكاتف مؤسسات البلد، كذلك تقديم المساعدة للمواطنين وللمقيمين من دون تمييز.

ولقد رأينا دولاً غنية تمتلك الصناعات الثقيلة في الكثير من دول العالم المتطور، إلا أنها بكل إمكاناتها وقفت عاجزة عن التعامل مع معطيات تلك الآفة، ففقد بعضها آلاف الأرواح، والآلاف من الذين

ما زالوا بحاجة إلى مساعدة طبية دقيقة.

ومن الأمور الإيجابية أن بعض شعوب العالم اكتشف الأنظمة التي تحكمها بشكل فاضح، تلك التي كانت تدعي بأنها مسيطرة على الوضع أو أنها تدعي بأنها خالية من أي حالات تذكر، أو أنها تنشر أرقاماً قليلة من حالات الوفاة والإصابات اعتقاداً منها بأن هناك من يصدقها، بينما فضحتها وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الإعلام المرموقة.

وبالنسبة للكويت فهي الأقل تضرّراً رغم أننا فقدنا بعض المواطنين والمقيمين والأطباء وغيرهم، إلا إنه متى ما قمنا بمقارنة بسيطة فإننا سنستشف الدور الكبير الذي قامت به دولة الكويت منذ انطلاق الجائحة، إذ كان الأمر السامي من قبل ولي الأمر أمير البلاد المغفور له بإذنه تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي أعطى الأوامر في بقاء كل من كان على أرض الكويت في منزله، ويتم تقديم كل ما يحتاجه، وما زلنا نذكر المقيمين الذين طلبت منهم السلطة البقاء في أماكن سكنهم والعمل على تلبية كل طلباتهم، وهذا ما لم يفعله الكثير من الدول لمواطنيها، وما زلت أذكر أول جلسة حضرتها الحكومة في مجلس الأمة التي تم استقبالها بالتصفيق وبالإشادة من قبل نواب الأمة، ما يعكس مدى تكاتف مؤسسات الدولة في ما بينها من أجل خدمة الوطن، ولا يعني ذلك أنه لم يكن هناك بعض القصور هنا أو هناك إلا أنه متى ما قمنا بمقارنة الكويت بالكثير من الدول لوجدنا أنفسنا في أفضل حال.

وما زالت الحكومة ماضية في خدمة المواطنين والمقيمين، انطلاقاً من النطق السامي لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والحكومة برئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح وفريق العمل من الوزراء، بالعمل على زيادة معدل التوعية والحملة الكبرى للتطعيم للحصول على أفضل حالات التعامل مع جائحة كورونا، والخروج منها بأقل الخسائر البشرية والمادية خصوصاً أن العالم يسعى إلى تخفيف شروط العودة للحياة الطبيعية تدريجياً.

فالكويت هي الأقل تضرراً كون بلادنا لا تعتمد في اقتصادها على السياحة أو الصناعات الثقيلة أو المتوسطة، وبالتالي فإن معدل تأثر الكويت هو الأقل من بقية دول العالم، أما أصحاب المشاريع الصغيرة فقد تم تقديم يد العون لهم.

وفي الختام نتوجّه بالدعاء إلى أن يرحم الخالق الرحمن مَن رحلَ عنّا، ويشفي من تعرّض للإصابة بتلك الجائحة، كما نتمنّى أن تبقى الكويت بلادنا بخير، من أجلنا ومن أجل أبنائنا وأحفادنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي