No Script

تأييد شرعي لطلب «الأوقاف» من «الصحة» تخفيف الاشتراطات في المساجد

تراصّوا... يرحمكم الله

تصغير
تكبير

أبدى عدد من الدعاة وأساتذة الشريعة الإسلامية تأييداً شرعياً غير منقوص، لما طلبته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من وزارة الصحة، من تخفيف الاشتراطات الصحية في المساجد، والسماح بالتقارب بين المصلين ورص الصفوف وإقامة الدروس والمحاضرات والأنشطة الثقافية، تماشياً مع قرارات مجلس الوزراء، مؤكدين أن هذا الطلب يتفق مع قواعد الشريعة لأن الضرورات تُقدر بقدرها، وأن من الطبيعي أن تعود المساجد إلى دورها المعهود قبل الجائحة.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد طلبت، من خلال كتاب وجهته إلى وكيل وزارة الصحة تخفيف الاشتراطات في المساجد والسماح بالتقارب بين المصلين ورص الصفوف، وإقامة الدروس والمحاضرات والأنشطة الثقافية بالمساجد، تماشياً مع قرارات مجلس الوزراء الأخيرة.

وقالت إن طلبها جاء بناء على توصيات وزارة الصحة بإلغاء العمل بدلیل سياسات وإجراءات وقواعد العودة التدريجية للعمل في الجهات الحكومية، وعودة نظام البصمة مجدداً، لاسيما أن وزارة الصحة عملت بشكل دؤوب خلال فترة الجائحة، ومازالت تعمل على توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد للمواطنين والمقيمين، مما ترتب عليه رفع المناعة المجتمعية.

وأكدت أن الطلب يأتي انطلاقاً من حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على القيام بدورها الشرعي والتوعوي، مع عدم الإخلال بمتطلبات المرحلة الاستثنائية من تداعيات مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.

ودعت إلى الموافقة على تخفيف الاشتراطات الصحية في المساجد، لاسيما السماح بالتقارب بين المصلين ورص الصفوف، تطبيقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم بتراص الصفوف، مع السماح بالموافقة على إقامة الدروس والأنشطة الثقافية في المساجد، كما كان معمولاً به قبل الجائحة، مع إمكانية الالتزام بارتداء الكمام واستخدام السجادة الشخصية.

الجيران: طلب يتفق مع قواعد الشريعة

قال أستاذ الشريعة الدكتور عبدالرحمن الجيران لـ «الراي» إن «هذا الطلب يتفق مع قواعد الشريعة، لأن الضرورات تُقدر بقدرها، ففيروس كورونا فرض علينا أموراً من بينها عدم تراص الصفوف وغلق المساجد»، لافتاً، في الوقت ذاته، إلى أنه «لم يعد هناك داع لتباعد الصفوف، مع الأخذ في الاعتبار الاحترازات الأخرى، مثل الكمامات والتعقيم والسجادة الخاصة وتقليل المكث في المسجد والتطعيم، وهذا هو عين الفقه».

وضرب الجيران مثلاً لحالة الضرورات التي تعامل معها الفقه الحديث، قائلاً «عندما صار تزاحم في رمي الجمرات تم صدور الفتوى بجواز الرمي، قبل زوال الشمس من باب التوسعة لتفادي التزاحم والإضرار بالناس».

الشطي: عمل بالعزائم بعد الرخص

أكد أستاذ الشريعة الدكتور بسام الشطي لـ «الراي» أن «طلب وزارة الأوقاف من وزارة الصحة السماح بالعودة لتراص الصفوف، دليل على حرص الوزارة على تطبيق السُنة والعمل بالعزائم بعد الرخص، ودور الافتاء في النظر في المصلحة العامة، والتعاون بين أجهزة الدولة لحفظ النفس وصحة الإنسان لتخطي الأزمات، وسلامة إجراءات الدولة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وأهمية دور أهل الذكر في هذه الجائحة، وهي وزارة الصحة التي قامت بواجب كبير، وإغلاق الباب على المشككين والمتربصين ومثيري الفتن، ومَنْ يطعنون بإجراءات الوزارة واثبات أن الوزارة حريصة على تطبيق السُنن والأخذ بالخطوات السليمة، ونجاح وزارة الأوقاف في تجاوز المحن ومعها الأئمة والمشايخ الذين ضربوا أروع الأمثلة، فالحمد لله وشكراً للوزارة والعلماء والأئمة».

سالم: من الطبيعي أن تعود المساجد إلى دورها

شدّد الباحث في الموسوعة الفقهية الداعية عبدالله نجيب سالم في تصريح لـ«الراي» على أنه «بعد أن قربت شمس الأزمة من المغيب، ومال نجمها إلى الأفول، صار لزاماً علينا أن نعود للأحكام الأصلية خاصة في العبادات بعدما خضعنا لأحكام الضرورة والحاجة الماسة وهذه كانت أموراً قاسية جداً على القلوب المؤمنة من إقفال للمساجد ومنع الصلوات الجماعية ومجيء رمضان بدون تهجد ومجيء العيد من دون صلاة في المساجد، وكلها كانت أموراً طارئة واستثنائية تجزع لها النفوس أشد الجزع، وجعلتنا نضرع إلى الله أن يكشف الأزمة لتعود الأحوال إلى طبيعتها».

وأضاف سالم «من الطبيعي أن تعود المساجد إلى دورها الرائد في لم الصفوف وتجميع المسلمين وبث الوعي الديني والأخلاقي والثقافي، والقيام بدورها الإيماني لربط الناس بربهم، بما لا يتعارض مع بقايا الاشتراطات الصحية من لبس الكمام والمحافظة على التطعيم الذي بات معلوم الفائدة».

واختتم بالقول: «نسأل الله أن يُعيد الأمة إلى بيوته آمنة غير خائفة لنجتهد في العبادة ونعكتف ونحضر الخطب، وأسأل الله أن يوفق المسؤولين لفتح المساجد ويجنبنا الشرور ويلطف بعباده فيما جرت به المقادير، وأن يوفق كل العاملين لهذا البلد الطيب المعطاء ونسأل الله السلامة للجميع».

مواطنون: تثلج الصدر عودة التراص للصلاة

| كتب ناصر الفرحان |

لقي طلب وزارة الأوقاف ترحيباً واسعاً من جموع المصلين، حيث قال المواطن جزا المطيري إن «طلب وزارة الأوقاف أثلج صدورنا، وهذا ما كنا نتمناه، وندعو المولى عز وجل ان يجمع المسلمين في بيوت الله».

بدوره، عبّر المواطن عايض الحميداني عن سعادته بأن يرى المصلين يتراصون للصلاة من جديد، مع التزامهم بالاشتراطات الصحية، مؤكداً أن «ذلك يوضح الوعي الصحي الكبير لدى المصلين، ووفق الاشتراطات الصحية المطلوبة، كما ادعو إلى أن تتم الموافقة على عودة مجالس الذكر في المساجد لأهميتها في تنوير بصيرة الشباب، ولقضاء وقت مفيد في تدبر القرآن وتعاليمه».

من جانبه، أكد المواطن محمد العنزي أنه سيشعر بسعادة غامرة عندما يسمع الإمام ينادي على المصلين «تراصوا»، متمنياً أن يلتزم المصلون بلبس الكمام والصلاة على سجادة مستقلة، مع التراص بين المصلين لمزيد من الاحتياط.

وقال عادل صبحي إن «الكويت، بفضل الله، قطعت شوطاً كبيراً في مكافحة الفيروس، والدليل طلب وزارة الأوقاف بعودة التراص إلى صلاة الجماعة إلى المساجد»، معبراً عن سعادته عندما يرى المصلين جنباً الى جنب في ود ومحبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي