No Script

بالقلم والمسطرة

فصاحة العقاد وتهريج البعض!

تصغير
تكبير

في إحدى القنوات التلفزيونية شاهدت - منذ فترة قريبة - برنامجاً عن أحد مهرجانات الخليج الفنية في الثمانينات، وكان برئاسة الإعلامي المعروف محمد السنعوسي، ومما لفت نظري أنه أثناء التكريم للمخرج العالمي الراحل مصطفى العقاد وصعوده المسرح لأخذ الجائزة، لم يستطع في البداية التعبير بالكلمة المطلوبة وهو يخاطب الحضور، حتى تدخل مقدم الحفل في حينها وقال للجمهور بمعنى الكلام إن أعماله تعبّر عنه ثم ارتجل العقاد بعض الكلام العابر، يطالب فيه بالدعم المعنوي له.

وفعلاً عندما شاهدت هذا الموقف تذكرت عدداً من أعماله وهي من روائع السينما العالمية، ومنها فيلم الرسالة الذي يحكي عن قصة الإسلام ورسالة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ليكون الفيلم أشبه برسالة عالمية بيانية وتعبيرية، وجزء كبير منه إيجابي، ويحكي القصة بتسلسل الأحداث والغزوات بشكل يشدّ المشاهد، ويتناسب مع المؤثرات السينمائية، وكذلك فيلم عمر المختار الذي يحكي إحدى الملحمات والبطولات التاريخية في القرن العشرين في الصراع والكفاح ضد المستعمر، فمثل تلك الأعمال الضخمة والاحترافية، التي تنتشر عبر العالم تعبّر عن مخرجها أفضل بكثير من ترديد الكلام الإنشائي في البرامج والمقابلات وما أكثرها! مثل ما يقوم به البعض في الوسط الفني المحلي وغيره، فهؤلاء يتنطعون في مقابلاتهم عن رسالة المسرح والفن، ويرددون الكلام الإنشائي ويتنطعون بالمفردات، ثم تجد أعمالهم الفنية والمسرحية - إن كانت أعمال أصلاً - عبارة عن تهريج واستدراج للمادة كم دون معنى، وإحدى حسنات كورونا أنها خففت من بعض المسرحيات الهابطة في الأعياد للكبار، والأخطر للأطفال الذين يتأثرون بالكلام والرسائل السلبية الموجه لهم.

الخلاصة أنه لا يصح إلّا الصحيح، فالعمل الراقي والجيد يظل عبر الأجيال وشتان بين الكلام والفعل وبين العمل الفني الصحيح والردح الفني من دون فائدة، وبين فصاحة العقاد وتهريج البعض! فالإعلام عموماً إحدى وسائل العصر المهمة ونحن في عصر البث الرقمي والتطبيقات الذكية، فباب المعلومات العالمي مفتوح على مصراعيه مثل الأخ (غوغل).

ومن ثم المفروض أن أي إستراتيجية متعلقة به تشمل ضبط الرسائل والتوجيه للعقول، خصوصاً عن طريق التمثيل والمسرح، لتأثيرهم الشديد والمباشر على الناس، بحيث ترعى تلك الإستراتيجية الخطاب الإعلامي المطلوب، وتقوي القيم الإسلامية وتضعف التأثيرات المضادة، و يجب ضبط المسلسلات والأعمال التي تضر بصورة البلد وعقول البشر، فالرسالة الإعلامية مهمة والبعض للأسف لا يدرك أهميتها إلى الآن!، و الله عز وجلّ المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي