No Script

ربيع الكلمات

لا نظلم... الوافد المظلوم!

تصغير
تكبير

جائحة «كورونا» بيّنت بوضوح أن العالم يعيش ظرفاً استثنائياً، وهناك العديد من القواسم المشتركة بين البشر، مما ترتب عليه الكثير من الالتزامات المالية، وهذا هو وقت التعاون والتكافل وليس التلاوم، وفي ظل هذه الأزمة جاء قرار هيئة القوى العاملة ينصّ على أن من تجاوز عمره 60 عاماً ولا يحمل شهادة جامعية بأن يدفع 2000 دينار عند تجديد الإقامة! وهذا لاشك مبلغ فوق قدرة هذه الفئة من الوافدين، خصوصاً وهم يعملون في وظائف من الصعب توفير هذا المبلغ الكبير منها.

والذين استهدفهم هذا القانون يعيشون في الكويت من سنوات طويلة، وقد لا يعرف مكاناً غير هذا البلد الطيب، ولا يستطيع أن يعيش بعد هذا العمر في بلده الأصلي نتيجة طول فترة الغربة والخبرة المكتسبة، وبعضهم رتّبوا أمورهم على هذا الأمر، فمن باب أولى تهيئة الظروف المريحة لهم خصوصاً بعد هذه الخدمات الطويلة لهم.

والظروف المعيشية والنفسية التي يعيش بها هؤلاء الوافدون لا شك أنها صعبة، ولعل زيارة واحدة لمكان معيشتهم تبين ذلك بوضوح، خصوصاً في هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيش فيه.

الأمر الآخر يجب دراسة الموضوع من كافة جوانبه، اجتماعياً واقتصادياً على بلد صغير مثل الكويت، وهل سيتضرر المواطن بالأسعار نتيجة قلة الأيدي العاملة، فترتفع الأسعار مثل ما هو حاصل الآن في مواد البناء، وهل هناك ضرر على العقارات الاستثمارية وغيرها من آثار.

نحن بحاجة إلى العمالة المدربة، وفي بعض المهن لا يصل الموظف للخبرة إلا عند الستين، خصوصاً من يعمل في سوق المطاعم وفي الوقت نفسه لا يحملون شهادة جامعية، والقرار سيكون مكلفاً على هذه الأسواق وعلى مختلف القطاعات.

وتسعى أغلب دول العالم إلى جلب الكفاءات إليها، وتوفير الراحة والاستقرار لهم، حتى يستطيعوا تأدية أعمالهم بكل كفاءة واقتدار، وتقدر نسبة الوافدين في الكويت بـ 70 في المئة تقريباً من نسبة عدد السكان، ويجب أن نعرف أن الوافد لا يأتي إلا من خلال كفيل كويتي، وتنظيم سوق العمل من جديد يحتاج وقفة جادة وقراءة الموضوع من شتى جوانبه، لا أن نوجه سهام الاتهام إلى العمالة الوافدة في كل مناسبة تذكر.

إن النظرة السلبية إلى العمالة الوافدة أدت إلى اتخاذ بعض الإجراءات السلبية تجاهها، خصوصاً في زيادة الأعباء المالية عليها، ويجب التعامل مع الموضوع بكل إنصاف وحيادية، لأنها شريك أساسي في المجتمع الكويتي، وتخيل لو أن هذه البلدان التي تأتي منها العمالة الوافدة أوقفت إيفاد هذه العمالة إلينا كيف سنتصرف.

الخلاصة دائماً إذا أردت أن تعرف أثر أي قرار ضع نفسك مكانه، وتخيل أن كل هذا يحدث لك وأنت بعيد عن أهلك ووطنك وتعامل هذه المعاملة، فهل تقبل ذلك على نفسك، وما لا تقبله على نفسك من باب أولى لاتقبله على غيرك... وحفظ الله الكويت من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي