No Script

رسالتي

إبليس ولا إدريس!

تصغير
تكبير

موقف العديد من (الليبرومانيين) - وأعني بهذه اللفظة الليبراليين والعلمانيين - في عالمنا العربي تجاه أي رئيس أو حكومة منتخبة ذات توجه إسلامي، يذكرني بالمقولة المشهورة (إبليس ولا إدريس)!

وهي المقولة التي أطلقها الغوغائيون الليبيون - الذين حركتهم الدول الغربية - ضد الملك الصالح (محمد إدريس السنوسي) أول حاكم ليبي بعد الاستقلال عن إيطاليا.

ليتمكن هؤلاء من خلال دعمهم لثورة العسكر الإطاحة بالسنوسي، وليتولى الحكم معمر القذافي، ليجثوا على صدورهم لما يقارب الأربعين عاماً، جعلهم خلالها ينسون حتّى أسماء آبائهم!

للأسف الشعارات التي يطلقها معظم (الليبرومانيين) العرب حول الديموقراطية والحريات، وحق الشعوب في اختيار من يحكمها أو يمثلها في المجالس النيابية تذهب أدراج الرياح، حينما تختار الشعوب أصحاب التوجهات الإسلامية!

إذ يصبح شعار هؤلاء (إبليس ولا إدريس)، ويكونون على استعداد أن يحكمهم الشيطان ولا يحكمهم واحد من الإخوان!

فيفضلون حكم العسكر أو الحاكم الدكتاتوري المتسلط، على أن يتولى إدارة شؤون البلاد رئيس ذو توجه إسلامي!

وهم بذلك لا يعادون الحاكم الإسلامي أو الحزب الإسلامي لذاته، وإنما الأفكار التي يحملها، والأهداف التي يريد تحقيقها، والتي غالباً ما تكون في اتجاه عودة الناس إلى دينهم وشريعة ربهم.

ومن هنا يثبت (الليبرومانيون) بأفعالهم ومواقفهم أنهم ضد الشريعة والدِّين، لكنهم لا يتجرّؤون الإعلان عن ذلك صراحة خوفاً من ردة فعل الشعوب، فيتجهون إلى محاربة ومهاجمة كل من يحمل الفكر والتوجه الإسلامي.

ولعل من أقرب الدلائل على قبولهم للانقلاب على المؤسسات الدستورية، وعدم اعترافهم باللوائح الدستورية التي تنظم شؤون العباد والبلاد - ما دامت تقصي الإسلاميين - هو تأييدهم للإجراءات التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد، والتي شملت إعفاء رئيس الحكومة من منصبه، وتولي السلطة التنفيذية بنفسه، وتوليه لمنصب النائب العام! وتجميده كل اختصاصات المجلس النيابي، ورفع الحصانة عن كل النواب، وإغلاق البرلمان بالقوات العسكرية وعدم السماح لرئيس المجلس والنواب بدخوله!

لا يزال رموز الفكر (الليبروماني) يتساقطون يوماً بعد آخر، وتكشف الأحداث أن هؤلاء لو تولّوا الحكم - يوماً ما - فلن يكونوا أرحم بالإسلاميين من حكم العسكر!

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي