No Script

«المحاسبة» يقرع ناقوس الخطر: مساحة الأراضي المتدهورة وصلت إلى 72 في المئة

التصحّر... يأكل رئة الكويت

تصغير
تكبير

فيما أظهر تقرير حديث لديوان المحاسبة «ارتفاع نسبة الأراضي المتدهورة من إجمالي الأراضي المستخدمة في الكويت، لتصل تلك المساحة المتدهورة إلى نحو 11.3 ألف كيلو متر مربع، ما يشكّل قرابة 72 في المئة من مساحة الأراضي الكلية»، حذّر ناشطون بيئيون من «خطورة عدم التعامل بجدية مع ملف التصحر الذي يخلف عواقب وخيمة، من بينها ارتفاع درجة الحرارة وزحف الرمال وتآكل المساحات المزروعة».

ورصد التقرير «فقدان الأراضي الصالحة للزراعة، نتيجة لتملح التربة كما في مزارع منطقة الوفرة، ما تسبب في تضرر مئات المزارع وفقدانها إنتاجيتها الزراعية بالكامل، نتيجة لسوء إدارة مياه الري وعدم وجود مصارف، ما يزيد من تكاليف إعادة تأهيل التربة المتضررة»، محذراً من أن «الاستخدام غير المستدام للأراضي، وعدم إدارة الموارد الطبيعية بطريقة سليمة، نتيجة الاستغلال غير الرشيد للمياه الجوفية بمنطقة الوفرة، أديا الى تفاقم مشكلة التصحر بالدولة، ما نتج عنه العديد من الظواهر المؤثرة سلباً على البيئة البرية، منها انجراف التربة الصحراوية وفقدان المادة العضوية، نتيجة زحف وتراكم الرمال فوق معظم الطرق الصحراوية، وزيادة حدة العواصف الغبارية والرملية إقليمية المصدر».

وحذّر التقرير من ضخامة مساحة الأراضي غير القابلة للزراعة في الكويت، إذ بلغت 16.3 ألف كيلو متر مربع، في مقابل 1.5 ألف كيلو متر مربع قابلة للزراعة، وفقاً لإحصائيات عام 2015-2016.

سعد الحيان لـ «الراي»: التصحّر وصل لمستويات خطيرة جداً

أكد الناشط البيئي سعد الحيان لـ «الراي»، أن «التصحر الآن أصبح مصدراً لزحف الرمال والغبار في الكويت، ووصل لمستويات خطيرة وكبيرة جداً بعد تدمير الغطاء النباتي، باستثناء بعض المحميات التي يفوق عددها 300 محمية موزعة على الصحراء الكويتية بمساحات صغيرة تمت بمجهودات شخصية من قبل المهتمين بإعادة تأهيل البيئة الصحراوية بالنباتات الصحراوية».

وحذّر الحيان من «تأثير التصحر على صحة الانسان والبنية التحتية، وتأثيرة أيضاً على فقدان النباتات والحيوانات الصحراوية وخاصة الطيور المهاجرة التي تعتبر الكويت مركزاً رئيسياً لعبورها»، لافتاً إلى أنه «كان وجود الغطاء النباتي سابقا له منفعة كبيرة تساهم في عمل توازن بيئي لوقف زحف الرمال وتنقية ملوثات هواء ووجود تنوع بيولوجي».

فنيس العجمي لـ «الراي»: لننفق ملايين إزالة الرمال على الزراعة

قال الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي لـ «الراي»، إنه «منذ سنوات ونحن نحذر مع تكرار تسجيل قراءات ارتفاع درجة الحرارة في الكويت وهي الأعلى عالميا، وهذا مؤشر مخيف لأنه يعني أن بعض الكائنات لا يمكنها العيش في درجات الحرارة هذه، وكذلك الأجهزة والمعدات والمباني»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر مرده عدم وجود غطاء نباتي ما يشكّل خطورة صحية لها بعد اقتصادي، بفعل تأثر الموانئ والمطارات، وبعد صحي وخاصة عند من يعاني من الربو وأمراض الحساسية».

وزاد «بدلا من إزالة الرمال بملايين الدنانير، يجب تدشين حملات زراعة من السالمي إلى النويصيب، وهناك تجربة 300 محمية فردية ناجحة استطاعت تقليل تحرك التراب لكن الأمر يحتاج فزعة وطنية وتضافر كل الجهود بما في ذلك الجامعات والمدارس والقطاع الخاص».

4 مقترحات للعلاج

اقترح الحيان أربعة مقترحات لعلاج مشكلة التصحر:

1 - تأسيس قوة الأمن البيئي لحماية البيئة الصحراوية الكويتية.

2 - الاستفادة من المياة المعالجة بدلا من رميها في البحر لزراعة وتشجير الصحراء.

3 - إقامة بحيرات وواحات صحراوية في عمق الصحراء للطيور المهاجرة.

4 - وضع أحزمة خضراء تبدأ من الحدود العراقية - الكويتية مروراً بطريق السالمي وطريق كبد وطريق الدائري الثامن وطريق مدينة صباح الأحمد.

معنى التصحر

تُعرف ظاهرة التصحر وتدهور الأراضي، بتناقص في قدرة الأرض على الإنتاج البيولوجي والاقتصادي، ما يؤدي الى انخفاض إنتاج الحياة النباتية بسبب التغيرات المناخية، إضافة الى النشاط البشري السلبي من خلال إساءة استغلال الموارد الطبيعية بما يسبب في نضوبها وعدم استدامتها.

أنواع التصحر

- أراض قاحلة - أراض شبه قاحلة - أراض جافة

- أراض شبه رطبة

الكويت وقّعت على اتفاقية مكافحة التصحر

وقّعت دولة الكويت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد أو التصحر في أفريقيا عام 1995، حيث تعاني الكويت من ظروف بيئية، تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من الجفاف، والسرعات العالية للرياح المثيرة للغبار وزحف الرمال، ما يشكّل تحدياً على التنمية المستدامة بالدولة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي