No Script

الزاوية الخضراء

الغضب الأخضر

تصغير
تكبير

غمرت لندن الأمطار الغزيرة وعصفت بها الرياح المدمرة، وفيضانات عارمة في جنوب فرنسا وأعلنت بلجيكا الحداد على أرواح عشرات الضحايا الذين قضوا في الفيضانات، والألمان كانوا يواصلون البحث عن المفقودين، واتّشحت أوروبا، ومن أستراليا إلى إندونيسيا باللون الشاحب، واليابان تُكثّف جهود البحث عن ناجين بعد انهيارات هائلة، ثم إعصار تاوكيتاي يضرب الهند والرئيس بايدن يعلن تكساس منطقة كوارث كبرى.

لقد بحّت حنجرة دعاة السلام الأخضر وضجّت أصوات حماة البيئة من العلماء بالصياح سنين عديدة، محذرة من الاستهتار بالبيئة التي بطبيعتها تكره الفوضى وتعشق النظام، وهي - أي البيئة - وإن كانت وديعة صامتة وترتدي تحت حلتها الخضراء دثار الحياء، إلا أنها - كما يقال في الأمثال - اتق شر الحليم إذا غضب والحنون إذا قسا.

ذلك أننا نحن البشر أول من بدأ الاعتداء على الأرض (وانت بديت أنت تتحمل) وكنا كالولد العاق لأمه الرؤوم، فحرارة الارض ازدادت بسبب زيادة حرارة سطحها الذي تعرض للمزيد من الغازات الدافئة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان الذي يفوق في قوته على تسخين الجو 25 مرة من تأثير ثاني أُكسيد الكربون، بما شكل ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري، وكل ذلك من نتاج النشاط البشري الجائر.

وبعد كل تلك العوامل السلبية نتساءل: هل أثرت أزمة «كورونا» إيجابياً حين فرضت حالة من الهدوء التقطت خلالها الأرض أنفاسها؟!

هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الحلقة الخضراء المقبلة بإذن الله.

Twitter: @HamadBouresly

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي