No Script

حروف نيرة

نعيم يفنى وثواب يبقى

تصغير
تكبير

رزقنا الله تعالى الخيرات في حياتنا الدنيا، ووعدنا بما هو أعظم لمن شكر ربه بقلبه ولسانه وأفعاله، فإن ثواب الشكر على النعم يظل ويبقى، يقول الصالحون: لو رزقت الدنيا بما فيها ثم قلت الحمد لله لكان إلهام الله لك بالحمد أعظم نعمة من إعطائه لك الدنيا، قال القرطبي: لأن نعيم الدنيا يفنى وثواب (الحمد لله) يبقى.

والإنسان لا يجعل همه في دنياه وينسى آخرته، ولا يُعرض عن دنياه ويهجرها، ولكنه يعيش دنياه ويسعى لما هو أبقى، وفي ذلك قال الخليفة عثمان بن عفان في آخر خطبة خطبها في حياته: «إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى، لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية، فآثروا ما يبقى على ما يفنى، فإن الدنيا منقطعة، وإن المصير إلى الله».

قد يغتر الإنسان بزينة الحياة الدنيا ويكاد يغرق في ملذاتها وينسى ما هو خير وأبقى، (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى) الأعلى، والعاقل فينا من تمتع بزينة الحياة الدنيا وجعلها طريقاً للآخرة فزاد من الطاعات، يقول تعالى في الآية الكريمة: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) الكهف، قال القرطبي: لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوة ودفعاً، فصارا زينة الحياة الدنيا.

فمن شكر الله تعالى على ما أعطاه من نعم وخيرات، وأكثر من عمل الصالحات زاده الله من فضله ورزقه الثواب الذي يدوم ولا يفنى وفتح له أبواب الخير في دنياه وآخرته.

@aaalsenan

aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي