No Script

«بيتكوين» خسرت 445 مليار دولار في شهرين

كهرباء تعدين العملات المشفرة في يوم تكفي احتياجات منزل لـ 5 ملايين عام!

تصغير
تكبير

تراجعت العملات المشفرة أخيراً بمعدلات كبيرة على وقع أسباب عديدة على رأسها الحملة الصينية الموجهة ضد تعدين «البيتكوين» وبقية العملات المشفرة التي تتسم بأنها خارجة عن السيطرة والرقابة الحكومية، وهو ما يتعارض مع سمات النظام المالي الصيني الذي يركز علي إتاحة المعلومات المالية كافة وتقنين جميع التحويلات وتدفقات النقد.

وكان لحملات الصين الأمنية انعكاس كبير على أسعار تداولات العملات المشفرة كافة، فقد خسرت «بيتكوين» نحو 40 في المئة من قيمتها السوقية، وتزيد هذه النسبة أو تنقص مع بقية العملات المهيمنة على سوق التشفير الذي يعاني الفترة الحالية من ضغوطات مختلفة وصلت إلى حدها الأقصى.

وانخفضت القيمة السوقية لـ«بيتكوين» خلال الفترة من 11 مايو الماضي إلى 15 يوليو الجاري بنحو 445 مليار دولار، فيما خسرت عملية «إيثيريوم» 252 ملياراً من قيمتها، وبلغت خسائر «دوجكوين» 39 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.

ويتمركز جزء كبير من عمليات ومراكز بيانات «بيتكوين» في الصين، حيث يعود تفضيل الصين وتحولها إلى بيئة جاذبة لتعدين العملات المشفرة إلى اتسامها بتوافر الكهرباء الرخيصة، وهي المادة الخام اللازمة للتعدين، وكذلك انخفاض أسعار الأجهزة اللازمة للتعدين، وأخيراً سهولة إخفاء الأرباح الناتجة عن التعدين بعيداً عن أعين الحكومة.

لماذا الآن؟

مع تجارب الصين اليوان الرقمي في أبريل الماضي، والذي أعلن عنه بنك الشعب الصيني، وذلك بالتزامن مع إطلاق الحملة الأمنية ضد تعدين العملات المشفرة، يعطي اليوان الرقمي زخماً إضافياً لتقليل عمق الاقتصاد النقدي وتعزيز فرص الاقتصاد الرقمي والإلكتروني في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

وحسب بيانات «المركزي الصيني» الصادرة في 16 يوليو الجاري، فإن التعاملات التي جرى تنفيذها باستخدام تجارب اليوان الرقمي بلغت 34.5 مليار يوان «نحو 5.3 مليار دولار» بنهاية يونيو.

كما أشار البنك أيضاً إلى فتح 20.8 مليون شخص عبر الصين محافظ لإيداع العملة الرقمية، مع اجراء أكثر من 70.7 مليون عملية.

والصين ليست وحدها التي تنوي إطلاق العملات الرقمية، فتوجد إعلانات أخرى من مصارف مركزية لكل من الإمارات والسويد وإنكلترا واليابان التي تتراوح إعلاناتها ما بين الإطلاق والتخطيط وقرب الإطلاق الرسمي لعملاتها الرقمية.

بؤرة تلوث

ويوجد سبب آخر لحملة الصين ضد العملات المشفرة، وهو التلوث الناتج من الاستهلاك الكهربائي للتعدين، فهذه الكهرباء تأتي من استهلاك مفرط للفحم في محطات الكهرباء الصينية، فيما يعني الارتفاع المفاجئ في الطلب على الكهرباء نتيجة تعدين العملات المشفرة مزيداً من حرق الفحم والتلوث البيئي، وهذا يتضارب مع مستهدفات الصين لخفض انبعاثات الكربون بـ 65 في المئة بحلول 2030.

ومن المثير للاستغراب حين تكتشف بأن الطاقة الكهربائية المستخدمة في اليوم الواحد لتعدين العملات المشفرة تكفي احتياجات كهرباء منزل واحد لـ 5 ملايين عام! وكما هو واضح فالصين تتسم برخص أسعار كهربائها بالمقارنة مع المتوسط العالمي، وفي الوقت نفسه فهي تستحوذ على 70 في المئة من عمليات التعدين عن العملات المشفرة حول العالم رغم تقارير عن تراجع هذه النسبة أخيراً، لكن يبقى هناك قلق من جعل الصين بؤرة تلوث كبيرة ومرعبة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها حكومة الصين هذا النهج المتشدد والعنيف تجاه العملات المشفرة في البلاد، حيث ترجع أولى هذه الخطوات إلى عام 2017 حين أغلقت السلطات منصات تبادل العملات المشفرة.

تحذيرات خارجية

وظهر أيضاً خلال الفترة الأخيرة عدد من التحذيرات التي خرجت من بنوك وحكومات وهيئات رسمية تحذر المتداولين والمستثمرين الأفراد والشركات من المغامرة بأموالهم في العملات المشفرة التي تتسم بالتقلبات الحادة والتي من المستحيل إدارة توقعاتها.

منها على سبيل المثال، هيئة السلوك المالي البريطانية، التي حذّرت البريطانيين الذين يستثمرون في العملات الرقمية المشفرة مثل «بيتكوين»، بأن يكونوا على استعداد لخسارة كل أموالهم، كاشفة عن تزايد الاهتمام بهذه الأصول المتقلبة.

وذكرت هيئة السلوك المالي (إف سي آيه)، الجهة المخول لها حق تنظيم الخدمات المالية داخل المملكة المتحدة، أن 2.3 مليون بريطاني يحوزون عملات مشفرة مقابل 1.9 مليون العام الماضي.

ويحذر شيلدون ميلز المدير التنفيذي لقسم المستهلكين والمنافسة في هيئة السلوك المالي قائلاً «إذا استثمر المستهلكون بهذه الأنواع من المنتجات – يقصد العملات المشفرة - فينبغي أن يكونوا مستعدين لخسارة كل أموالهم».

وفي مايو الماضي أعلن إيلون ماسك تراجع شركة «تسلا» عن قرارها بقبول «بيتكوين» كوسيلة للدفع، بسب المخاوف البيئية المرتبطة بعملية تعدين العملة الرقمية، والتي تتسبب في رفع إنتاج الكهرباء، فتقوم الحكومات بإنشاء محطات تعتمد على الفحم والوقود مثل الصين، أو بإنشاء سدود لا تراعي البيئة الخلابة والمناطق الساحرة المحيطة بالأنهار مثل آيسلندا، ودفع ذلك الإعلان في ذلك الوقت العملة المشفرة إلى الهبوط لمستوى 43 ألف دولار من 57 ألفاً في 5 أيام فقط.

مستقبل التعدين

رغم صدور تقارير حديثة عن تراجع حصة الصين في سوق تعدين «بيتكوين» إلى 46 في المئة فقط في أبريل الماضي مقابل أكثر من 75 في المئة في سبتمبر 2019 وفقاً لتقرير صادر من مركز «كامبريدج» للتمويل البديل، فإن الحكومة الصينية تبدو متحكمة في زمام الأمور وهي التي تحدد الاتجاه الذي ستسير به العملة المشفرة.

لكن لا يبدو أن هذا سيستمر مع تواصل الحملات الحكومية على مراكز التعدين وإغلاقها حالياً، خصوصاً مع ارتفاع حصة الولايات المتحدة من سوق تعدين «بيتكوين» إلى 16.8 في المئة في أبريل مقارنة مع 4.1 في المئة في سبتمبر 2019.

وارتفعت حصة كازاخستان بشكل لافت لتكون ضمن المعادلة مع حصة نسبتها 8.2 في المئة، فيما جاءت روسيا رابعاً وايران خامساً.

ومع تواصل الحملات الصينية ستشهد حصة بكين مزيداً من التراجع، لكن على الأقل تظل هي المؤثر الأكبر حالياً في سوق تعدين العملة الرقمية حتى إشعار آخر.

نزوح 100 مليار دولار من «بيتكوين» في 24 ساعة

تسارعت عمليات بيع «بيتكوين» أمس، ما دفعها للهبوط دون 30 ألف دولار للمرة الأولى منذ نحو شهر، وأدى إلى انخفاض العملات المشفرة الأخرى.

وانخفضت أكبر عملة مشفرة بنحو 6 في المئة وتم تداولها عند نحو 29700 دولار صباحاً في لندن، كما تراجعت العملات المشفرة الأخرى، بما في ذلك «إيثر» التي تحتل المرتبة الثانية 9 في المئة تقريباً، فيما هبطت «ريبل» 10 في المئة، وفقاً لبيانات «CoinDesk».

وتم محو نحو 100 مليار دولار من سوق العملات المشفرة بالكامل في غضون 24 ساعة، وفقاً لبيانات «CoinMarketCap».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي