No Script

سافر إلى ذاتك

تعاطي الأذى

تصغير
تكبير

كم علاقة سلبت منك راحتك النفسية وما زلت مستمراً فيها، وكم من الناس أذوك حدّ القهر، وما زالوا في حياتك موجودين، وكم موقف بررت فيه تصرفاتك العفوية، وانفعالاتك الطفولية وأفكارك التلقائية.

كم لحظة وجدت نفسك مخطئاً في شيء لا تعرف عنه شيئاً، ومداناً في تصرف ليس لك علاقة به، وكم من وقت أهدرته في إثبات حسن نواياك، أو في جبر القلوب وشراء خواطر من معك، وبين الكم والكم، تبقى النتيجة مع تلك العلاقات متشابهة ومتساوية في أنها تسلب منك حبك لنفسك وتسرق منك راحة يومك، وتشوّه انفعالاتك وعواطفك، وتنفرك من نفسك ومن الناس ومن الحياة.

فذات يوم التقيت صديقتين الأولى متعاطية الأذى، والأخرى مسببة الأذى ذاته، تخبراني بقصتيهما.

الأولى: متهمة على الدوام تتعرض بشكل يومي ومستمر، للتنمر والضرب من صديقتها الثانية، وكلما تعرضت للضرب والإهانة والشتم تتمسك بصديقتها أكثر، وتحب وجودها وتواجدها أكثر وأكثر. ناهيكم عن شعورها باللذة عند تقليل شأنها أو إضحاك الناس عليها.

بعد سماعي لقصتيهما، لم أرد لأن السؤال ليس حلاً والتساؤل لا نتيجة له.

يبقى الاستفهام الذي دار داخلي، يطلق تعجبه بسؤال يقول: لماذا لا تسأل المتنمر عليها، ماذا بعد ذلك ماذا أفعل؟

ولأن الإجابة عقيمة وضالة، ولن تكون واضحة، بدهيّاً ستكون؛ لا تفعل شيئاً، فأنت تعلم أنه يجب عليك الابتعاد ولم تبتعد، وأن سمّ العلاقات دمرك واستمررت فيه، وأنه لابد من نقطة نهاية، ووضعت فواصل لتتأذى أكثر وتتوجع أكثر فأكثر، ليس لأنك تحب الوجع، بل لأنك مدمن وجع تعرف أنه مؤلم وتتعاطاه وتدرك أنه مؤذٍ وتستمر فيه، لأنك غير قادر على أخذ القرار أو التوقف!

فتعاطي الأذى كتعاطي المخدرات، فخ صعب الخروج منه دون مساعدة متخصص، ينتشلك من وحل الإدمان إلى صحة التخلص منه... السؤال الصحيح هنا هل أنت مستعد؟!

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي