No Script

53 في المئة من الأطفال في سن العاشرة لا يمكنهم قراءة وفهم نص بسيط

البنك الدولي: انتكاسة كبيرة في التعليم بالشرق الأوسط... بسبب الجائحة

انتكاسة كبيرة للتعليم بسبب الجائحة
انتكاسة كبيرة للتعليم بسبب الجائحة
تصغير
تكبير

- ضرورة معالجة التحديات الناجمة عن الفجوة بين اللهجات العامية والفصحى
- 20 إلى 25 في المئة من أولياء الأمور لا يعتادون على القراءة لأطفالهم في المنزل

دق البنك الدولي جرس الإنذار لأزمة التعليم، التي تشهدها مختلف بلدان العالم خلال أزمة «كورونا» الصحية، وما صاحبها من إغلاق للمدارس، أجبر الدول على التركيز على التعليم عن بعد، لافتاً إلى عدم الوقوف بشكل تام بعد على كامل آثار الجائحة على تعلم الطلبة، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى «انتكاسة كبيرة».

وبيّن البنك في تقرير أصدره العام الجاري، بعنوان «النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلمها»، أن نحو 53 في المئة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في أنحاء العالم، لا يمكنهم قراءة نص بسيط وفهمه، موضحاً أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأتي معدلات فقر التعلم في المرتبة الثانية، بعد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، فهناك 59 في المئة من الأطفال في سن العاشرة في هذه المناطق، لا يستطيعون قراءة نص مناسب لأعمارهم وفهمه، وفي هذه المنطقة تعد الفجوة بين الجنسين، في فقر التعلم، الأكبر من بين جميع المناطق، حيث يزيد احتمال فقر التعلم بشكل أكبر بين الفتيان عن الفتيات «66 في المئة من الفتيان في المنطقة يعانون من فقر التعلم، مقابل 56 في المئة من الفتيات».

وشدد التقرير على ضرورة معالجة التحديات الناجمة عن الفجوة بين اللهجات العربية العامية واللغة الفصحى المعاصرة، والاستفادة من التكنولوجيا في تحسين أساليب تقديم التعليم، وتعزيز التعلم وزيادة المهارات الرقمية، وكلها أمور أصبحت ملحة بسبب الجائحة، مقترحاً مساراً لتسترشد به بلدان المنطقة، في زيادة فعالية تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتي تمثل ركيزة أساسية بالنسبة للأطفال في البلدان الناطقة بالعربية.

وذكر أن نحو 467 مليون شخص ينطقون بالعربية في 60 بلداً حول العالم، وهي اللغة الرسمية المشتركة في 25 بلداً. وأضاف «قبل التحاق الطفل في المدرسة، يكون مستوى تعرضه للغة العربية ضئيلاً للغاية، فيما قد يسمعها البعض الآخر من أفلام الرسوم المتحركة، أو من خلال الاستماع إلى القرآن الكريم، أثناء تلاوته في المنزل».

واعتبر أن معالجة هذه التحديات، بتوفير بيئة لغوية ثرية والتعرض المبكر للغة الفصحى، والتدريس عالي الجودة الذي يعتمد على القراءة، لكن لا يقتني أولياء الأمور في البلدان العربية كتباً للأطفال في المنزل، ولا يعتادون على القراءة لأطفالهم، ونسبتهم لا تتعدى 20 إلى 25 في المئة، إضافة إلى أن هناك حماساً واضحاً من قبل أولياء الأمور، لتعليم أطفالهم لغات أجنبية في سن مبكرة، والتي قد تنافس اللغة العربية في وقت الدراسة، ويعزى ذلك إلى تفضيل أسواق العمل لمهارات اللغات الأجنبية وتقدير المجتمع لبعضها.

تدريس العربية

استشهد تقرير البنك الدولي بتقرير صدر في العام 2020 لوزارة الثقافة والشباب الإماراتية، بعنوان «حالة اللغة العربية ومستقبلها»، لفت إلى أن «الطلاب يحبون اللغة العربية لكن لا يحبون طرق تدريسها»، فيما استعرض بعض التعديلات الخاصة بالمناهج لضرورة تعلم اللغة العربية، وهي:

- وضع تسلسل واضح لتنمية المهارات الفرعية لكل مرحلة من مراحل تطور الطالب، واعتماد التدريس الصريح (فهم المسموع- الوعي بالأصوات-المفردات والطلاقة- اللغة التعبيرية –الفهم).

- الربط بالمعرفة والمهارات الحالية للأطفال بطرق منها الانتقال تدريجياً من اللهجة المحلية إلى الفصحى.

- تخصيص قدر كبير من الوقت والأنشطة التي توافر للطلبة التعرض للفصحى شفهياً وسماعياً.

- تدريس الصوتيات /فك الترميز (نطق الكلمات) والوعي الصرفي والمفردات بشكل صريح وواضح.

- تخصيص وقت أطول للانتقال من النصوص المشكلة إلى غير المشكلة، مع إتاحة الاختيار للمتعلمين.

اضطراب وجائحة

أوضح التقرير أنه في ظل الاضطراب الكبير الناجم عن جائحة «كورونا»، والتحول نحو التعلم، عن بعد على مدى أكثر من عام، في العديد من بلدان المنطقة، تم إعداد موارد جديدة للتدريس والتعلم عبر الإنترنت، وتقديمها عبر فصول افتراضية، أو أسلوب التعلم غير المتزامن، ورغم تعذر تجنب «فاقد التعلم» خلال هذه الفترة، فإن تعليق أسلوب المعلمين المعتاد، قد يتيح الفرصة للابتعاد عن الاعتماد على الكتاب المدرسي، بوصفه المنهج.

وقد أظهرت تجارب بعض الدول، أنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في تجميع المواد المفيدة التي يمكن للمعلم الاعتماد عليها، لإعداد ما يناسب فهم الطلاب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي