No Script

مرئيات

إسقاط القروض

تصغير
تكبير

أزمة القروض - التي هي أزمة دولة وشعب بأكمله - يجب ألا ينظر إليها على أنها قضية ترف، بل هي حاجة ملحّة وضرورية جداً. فحسب الإحصائيات الرسمية هناك أكثر من 90 في المئة من الشعب الكويتي مقترض، وأكثر من 100 الف ضبط واحضار على مواطنين.

إنّ السبب الرئيس لاقتراض المواطنين يعود إلى سياسات الحكومة وتردّي الخدمات العامة من صحة وتعليم وإسكان. فالحاجات الأساسية في الكويت معروفة للجميع، وهي التي دعت الغالبية العظمى للاقتراض، منها زواج الأولاد أو ترميم بيت وبناء دور جديد حتى يسكن الولد المقبل على الزواج، لأن بيته لن يستلمه إلا بعد 15 سنة (تأخر القضية الاسكانية)، ولا يستطيع تحمل الإيجار وحده (عدم مكافحة غلاء الأسعار)، بالإضافة إلى مصاريف العلاج في الخارج أو الداخل في المستشفيات الخاصة (بسبب تردي الخدمات الطبية العامة)، كما قد يضطر بعض الآباء الحريصين على مستوى أبنائهم التعليمي إلى إلحاقهم بمدارس خاصة، وذلك لعدم إيمانهم بجودة التعليم الحكومي (تردي التعليم وسوء مخرجاته)، فهناك أسباب أخرى كثيرة ضرورية أدت إلى اقتراض غالبية المواطنين، أما الادعاء أن الاقتراض غير ضروري، والبعض يقترض (عشان يسافر) أعتقد هذه النسبة تكاد لا تتجاوز 1 في الألف.

وإزاء حجة البعض من مدعي عدم العدالة، فهناك حلول كثيرة تنهي أزمة القروض ولا تبخس غير المقترضين حقوقهم، مثل إعطاء غير المقترض منحة، أو مقترح الـ120 لغلاء المعيشة المقدم من أحد النواب، حيث يخصم من المقترض حتى سداد كامل قرضة، ويستمر لغير المقترض وغيرها الكثير من الحلول، التي تحقق العدالة للجميع. مع إيماني أن هناك مواضيع كثيرة في البلد لا توجد فيها عدالة لم نسمع أصوات البعض فيها، هل هناك عدالة في توزيع البيوت السكنية، فالمواطنون يسكنون في مساحات مختلفة من البيوت 1000 متر و600 و400 و300 متر مربع، أين العدالة في توزيع المزارع والشاليهات والجواخير، أين العدالة في توزيع المناقصات أين العدالة في توزيع المناصب؟

لذلك أعتقد أنه لا حجة لمدعي عدم العدالة في قضية إسقاط القروض، فالبلد فيه ملاءة مالية كبيرة، وهذا ما أكده وزير المالية في بيانه لميزانية الدولة، وللأسف، المواطنون يتابعون أخبار السرقات وملفات الفساد المتخمة، التي يتابعها المواطنون بكل ألم وحسرة وهم يرون أموالهم تُسرق وتُنهب، وكذلك توزيع الهبات على بعض الدول التي مازالت تشتمنا صباحاً مساءً، أليس الشعب أولى بأمواله وخيراته.

أتمنى أن نسمع خبراً يفرح الكثير من الأسر التي تعاني الأمرّين من أزمة القروض، التي أثّرت على نفسيات العائلة وأدت إلى خلق المشاكل الاجتماعية من خلافات وطلاقات.

حافظوا على مجتمعكم من التشتت والتفرّق والتمزّق بسبب أزمة القروض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي