No Script

أضواء

الإسلاموفوبيا جريمة تكريس!

تصغير
تكبير

وسائل الإعلام الأجنبية منذ أيام تحدثت عن اجتماع 45 وزير خارجية من دول العالم في روما، تحت عنوان (مواجهة الدولة الإسلامية في أفريقيا)، وهذا الأمر في حد ذاته جريمة تحريض ونشر للكراهية ضد المسلمين، إذا أخذنا في الاعتبار تنامي مشاعر عداء المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا.

وكما قالت الصحافية ليندسي هيلسوم حول اجتماع روما (مع إضعاف الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، تنتقل المواجهة إلى أفريقيا).

قد يتساءل المرء ما هذه الدولة الإسلامية التي تمتلك كل هذه الإمكانات اللوجستّية والعسكرية في الشرق الأوسط، حتى تنتقل منها إلى أفريقيا، وتدخل في مواجهة عسكرية من جديد مع دول العالم؟ من المعلوم أن (الدولة الإسلامية في العراق وسورية) ISIS نشأت تحت الاحتلال الأميركي للعراق - دونما خطة للحفاظ على استقرار العراق - مع إطلاق يد إيران للتدّخل في شؤونه الداخلية، ولم يكن تعليق الرئيس السابق ترامب اعتباطياً عندما صرّح خلال حملته الانتخابية أغسطس 2016 بأن (الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون هما من أوجدا الدولة الإسلامية)، فأهل مكة أدرى بشعابها.

هذا الاهتمام الغربي بمواجهة الدولة الإسلامية في أفريقيا، يقابله إهمال تجاه ميليشيا مسيحية إرهابية يقودها الإرهابي جوزيف كوني، تطلق على نفسها (جيش مقاومة الرب) وتهدف إلى إقامة دولة مسيحية في جنوب الصحراء الكبرى على أساس الكتاب المقدّس من العهد الجديد والوصايا العشر، وهي لا تزال ترتكب جرائم قتل وسرقة واغتصاب في الكونغو الديموقراطية وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وقد وثّقت منظمة (هيومن رايتس ووتش) ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جرائم بعشرات الآلاف من هجمات وقتل واغتصاب، وتجنيد أعداد كبيرة من الأطفال في صفوفها بعد إقناعهم أن الماء المقدّس يجعل أجسادهم مقاومة للرصاص! وبلغت وحشية جنود (جيش مقاومة الرب) مداها، حينما قاموا ببتر أيدي الأسرى، وسمل أعينهم، وقطع آذانهم ليكونوا دعاية إرهابية حيّة لنشر الرعب في قلوب من يقف في طريقهم.

لا يزال الإرهابي جوزيف كوني متخفياً في أحراش جنوب السودان مع عصاباته بعد صدور أمر باعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية عام 2005 بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية. ولا تزال عصابات (جيش مقاومة الرب) ترتكب جرائمها ضد المدنيين الأفارقة، فقد بلغت خلال السنة الماضية 55 حالة هجوم و163 عملية اختطاف عدا الآلاف من المواطنين الأوغنديين، الذين يضطرون لمغادرة مساكنهم خوفاً من بطش ذلك الجيش المسيحي.

لكن الغريب أنك لا تكاد ترى أو تسمع أو تقرأ عن جرائم تلك العصابة الإرهابية المسيحية أو (الدولة المسيحية) في وسائل الإعلام الغربية باهتمامها ومتابعتها نفسهما للدولة الإسلامية! لا أعتقد أن هذا من قبيل الصدفة ويبدو واضحاً عداؤهم للإسلام والمسلمين، وإن ادعوا احترام الأديان وحقوق الإنسان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي