No Script

بوح صريح

ثم ينفجر البالون

تصغير
تكبير

هل صحيح أن الأخلاق لا تتجزأ، وأن الصادق أيضاً أمين ومتواضع وشهم ومهذب وكريم... أم أنه قد يتمتع بصفة أخلاقية ويفشل في سواها حسب الظروف والضغوط أو التربية والميل الطبيعي للشخصية؟

هل يمكن القول - مثلاً - إن البار بأمه أيضاً بطبيعة الحال حنون على أخته ومحب لابنته ومخلص لزوجته.

أم أن الظروف تحقق أخلاقاً وتجمد أخرى؟

وأيهم أكثر خطراً على المجتمع، الجاهل أم الخطّاء والمجرم أم الخيّر المحب، الجاهل يمكن أن يعترف بجهله ثم يفعل شيئاً في شأنه، فيلجأ إلى الثقافة والمعرفة أو حتى التعليم والدراسة.

والمجرم - أو الخطّاء - هو نتيجة مجتمعه وضحية تربيته وظروفه.

وقد يحدث له ظرف يهزه فيندم ويرتدع ويعود إلى صوابه.

لكن الأكثر خطورة - برأيي - هو الخيّر الذي اعتاد فعل الخير ومارس الأخلاق الحميدة طوال حياته.

فلم يجد سوى السخرية والاستغلال والخيبة والغدر والإحباط والعزلة والإقصاء... لذا ستتراكم كل تلك الخبرات السيئة حتى ينفجر بالون الحلم والغفران والتسامح... بعد أن فاض دون مقابل معنوي.

وهنا أحذر من الحليم الذي طال تسامحه وهدوؤه وصمته.

سينقلب إلى أسوأ من أكبر وأخطر مجرم.

همسة

شعور الإنسان بجهله، ضرب من ضروب المعرفة... ابن خلدون.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي