No Script

خواطر صعلوك

خمسة تحولات كُبرى!

تصغير
تكبير

بدأت الإرهاصات الأولى لعالم ما بعد كورونا في الظهور، حيث وقعت تحولات جوهرية ومتداخلة، أو هي جارية في الوقت الراهن، وقد خلقت وضعاً جديداً وغير مسبوق لطرق الحياة الفردية والاجتماعية والاقتصادية، بما يثير سلسلة من التحديات.

هذه الإرهاصات تشبه ما خرجت به الأدبيات العسكرية في وصف العالم بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1990م، وقد أطلق عليها عالم ڤوكا VUCA وهي كلمة خرجت من أربع كلمات انكليزية: «التقلب Volatility، عدم اليقين Uncertainty، التعقيد Complexity، الغموض Ambiguity».

وظلت هذه الصفات الأربع ملازمة لنا حتى عام 2020م، ثم دخل على الخط وباء عالمي وهو فيروس كورونا الذي طبع العالم بخمسة تحولات كبرى، ووضع ممارسة عالمية عجّلت في تغيير خمسة تحولات أخرى.

التحول الأول: لم يعد العالم يعترف بالمرجعيات الكبرى والمنظمات العالمية، وأصبح يشكك في قدرتها العلمية وكفاءاتها، كذلك أصبح هناك شك في المؤسسات المحلية التي تضمن دوام العادات وأنماط السلوك المقبول، أضف إلى ذلك أن الأطر المرجعية والإستراتيجيات الاجتماعية لم تعد قادرة على الصمود، في عالم زادت نسبة حالة التقلب والغموض فيه.

التحول الثاني: ساعد الوباء العالمي على تسريع الوتيرة الرقمية في الاقتصاد والتعليم، وأصبح هناك جزء اقتصادي كبير خارج إطار الدولة وحساباتها، ومع الزمن تفقد الدولة القدرة على السيطرة بسبب تناقص قدرة المؤسسات السياسية على جذب اهتمام المواطنين، وعدم الإحاطة بمصادر الاقتصاد في عالم يعتمد على المبادرات الشخصية الرقمية والشركات العابرة للقارات.

التحول الثالث: إذا كان التحول الذي سببهُ انتهاء الحرب الباردة، هو جعل المجتمع أقرب للشبكة منه للبُنية الكلية الصلبة، فإن التغيُر الذي سببته الجائحة هو تقليص هذه الشبكة لأصغر حدودها الفردية، فالمعاناة الفردية من الأخطار الصادرة عن تقلبات أسواق العمل والخدمات والسلع بعثت على الانقسام وعززته، وجعلت المصلحة الفردية مقدمة على العمل الجماعي.

التحول الرابع: تقل قيمة الشهادات الأكاديمية والتخطيط طويل الأجل، ويحل محلها سلسلة مشروعات تتأقلم بمساعدة مجموعة مهارات جديدة لوضع متقلب وغامض باستمرار، وعلى حد تعبير «باومان» في كتابه الأزمنة السائلة، فإن النسيان السريع التام للمعلومات القديمة والعادات البالية يصبح أهم من استذكار الخطوات الماضية وبناء الأدلة والإستراتيجيات، على أساس الخبرة الماضية.

التحول الخامس: على مستوى القيم، أصبح الأفراد أكثر استعداداً لتغيير التكتيكات والأساليب ومواقفهم في اختياراتهم اليومية، وأكثر استعداداً للتخلي عن الالتزامات والولاءات من دون ندم، واغتنام الفرص في حينها من دون اتباع مرجعيات أو أولويات ثابتة.

سؤال قصير:

هل تضغط فرامل سيارتك من أجل قطة أو عصفور في الشارع؟@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي