No Script

ربيع الكلمات

التعليم... مفتاح التغيير

تصغير
تكبير

التعليم هو المفتاح الحقيقي للتغيير الصادق، ويعود السبب في نهضة الدول المتقدمة إلى اهتمامها بالتعليم، فالتفكير في المستقبل يشغل الكثير من الناس والدول على حد سواء، والكل يحاول استشراف هذا الأفق الواسع، وللعلم فإن حجم وسرعة التغيير التي تحدث الآن أسرع بسنوات ضوئية، من مخرجات التعليم لدينا.

فقد أعلن ديوان الخدمة عن التخصصات التي ليس لديها فرص عمل في المستقبل نتيجة تكدس الأعداد، ولعل أكثرها في الهندسة... ثم نجد إعلانات الشوارع للجامعات الخاصة تحثّ الطلبة للتسجيل في البعثات الداخلية في تخصصات الهندسة!، أين التنسيق في ذلك وما هو ذنب الطلبة !

وحالياً يوجد أكثر من 2800 مهندس ومهندسة مسجلين في ديوان الخدمة وبعضهم ينتظر التوظيف منذ سنوات، وقال أمين سر جمعية المهندسين المهندس فهد العتيبي في وقت سابق: «إن هذا الرقم يتضمن 9 تخصصات هندسية، 922 مهندساً ومهندسة - الهندسة الميكانيكية، و764- الهندسة الصناعية، 462- الهندسة الكهربائية، 24- الهندسة الكيميائية، وهندسة البترول، 207، و115- الهندسة المدنية، 72 هندسة كمبيوتر وأخيراً 13 مهندساً ومهندسة من تخصص آخر».

وفي ظل عدم الإعداد الجيد للمستقبل وتعليم متواضع سيكون الوضع غامضاً، فعدد سكان الكويت سيتضاعف بحلول عام 2030 وهذا قريب جداً في عمر الدول، وأكثر من 80 في المئة من المواطنين الكويتيين يعملون في القطاع العام، الذي أصبح مترهلاً وغير قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة، ومع أن الايرادات النفطية تقدر بأكثر من 90 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الاجمالي، فإنها ستواجه صعوبة في المستقبل وفي القدرة على توفير الاحتياجات المطلوبة خلال قادم الأيام، ويجب ألا ننسى أن النفط في يوم من الأيام سيقل الاعتماد عليه.

نحن اليوم أمام عجز في توفير أبسط الأمور للمواطن العادي أو متوسط الدخل، الذي ليس لديه ثقة كبيرة في نظام التعليم، مع أن الإنفاق على نظامي التعليم في الكويت أعلى من متوسط الإنفاق في الاتحاد الأوروبي، لكن العائدات أقل بكثير من هذه الدول.

ولدينا هدر مالي كبير مع نتائج متواضعة، إضافة إلى عدم مكافأة المواطن المتميز أو الموهوب في العمل، لأن الأساس في التعيين في الإدارة والقيادة قائم على المحاباة والمعارف، وليس المواطن الأكفأ.

وفي الوقت الذي تبدأ فيه عجلة الإصلاح والقطار يسير على السكة الصحيحة، سنشعر بألم كبير وغصة بسبب كل السنوات السابقة التي ضاعت على الكويت، وحجم الهدر المالي الذي كان موجوداً فيها، ولكن يجب أن نعي أننا بحاجة إلى إدارة صادقة وحصيفة قبل كل ذلك، ولن نتقدم خطوة واحدة ونكون الأفضل في المستقبل، إذا كانت إدارتنا لملف التعليم بهذه الطريقة وفي ذيل قائمة الاهتمامات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي