No Script

الأبعاد الثلاثة

خريج الثانوية

تصغير
تكبير

في البداية، أبارك لأبنائي طلاب وطالبات الثانوية العامة، بمناسبة نجاحهم وتخرجهم متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح لما فيه الخير لهم وللوطن.

وقد سعدت كثيراً وأنا أقرأ خطة البعثات الخارجية لوزارة التعليم العالي، والتي شملت تخصصات جديدة، تفتح آفاقاً جديدة لخريجي الثانوية العامة، بما يتوافق مع التوجه والتطور العالمي من جهة، والحاجة المستقبلية للوطن من جهة أخرى.

غيرأن هذه السعادة اصطدمت بواقع آخر، وهو غياب هذا التوجه في تنويع مجالات الدراسة وتقنيتها، بما يتناسب مع حاجة السوق أساساً، والتوجه العالمي بشكل عام، في ما يخص البعثات الداخلية، حتى لوحظ أن عدداً من التخصصات التي طرحها عدد من الجامعات الخاصة، فائض عن حاجة السوق، كما نُقِل عن ديوان الخدمة المدنية، ما يخشى منه من (تدبيس وتوريط) عدد من خريجي الثانوية في تخصصات، لن يجدوا لها وظيفة بعد التخرج، فتذهب فرحتهم الحالية هباء منثوراً.

وما أخشاه هو أن تحذو جامعة الكويت حذو الجامعات الخاصة، بطرح تخصصات فائضة عن حاجة السوق، حيث لم نسمع كثيراً ما يشير إلى تطوير الأقسام العلمية في الجامعة، وطرح تخصصات جديدة تتواءم مع الوضع العالمي.

وهنا لابد من الإشارة إلى الحاجة للأسباب نفسها السابقة، لتطوير تخصصات وطرق تدريس عدد من الأقسام في التعليم التطبيقي والتدريب خصوصاً الفنية منها، مع التوجه العالمي بالاهتمام بالمهارات الفنية، التي قد تكون بأهمية - بل تفوق أهمية - الشهادة العلمية، فمن غير المقبول الاستمرار في الاعتماد على العمالة الاجنبية الفنية في مجالات مثل النفط والاتصالات والطب والبنوك.

إذاً لابد أن يتطابق كل ما سبق مع برنامج العمل الحكومي المُقر من قِبل المجلس، طبعاً إذا تم ذلك بالشكل السليم، وبرؤية الدولة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، خصوصاً مع خطة خصخصة بعض القطاعات، وتنويع مصادر الدخل، بما يضمن أن يوضع الاستثمار البشري - الحاصل عن طريق البعثات الداخلية والخارجية ومؤسسات التعليم العالي - في المكان الصحيح وبالطريقة الصحيحة، وبما يحقق العائد المنشود لما فيه مصلحة أفراد المجتمع بشكل خاص والوطن بشكل عام، وبالتي يضمن خريج الثانوية مستقبله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي