No Script

خواطر صعلوك

ماذا حدث للكويتيين؟!

تصغير
تكبير

منذ عام 1991م ونحن نتساءل ماذا يحدث للتعليم في الكويت؟ ولماذا يتهاوى رغم الجهود المبذولة في الفترة الأخيرة لرفع مستواه، وتضاعف أجهزة الرقابة عليه، وتزايد عدد الأجهزة واللجان ودراسات صندوق النقد الدولي واستعارة تجارب دول متقدمة مثل سنغافورة، وكلها بتكاليف متزايدة، ثم يصل إلى الهاوية في التصنيفات الدولية؟! ماذا حدث للتعليم، أم ماذا حدث للكويتيين وثقافتهم المجتمعية، هل نطرح السؤال في الاتجاه الصحيح عندما نُحمل التعليم عِبء السؤال؟

يُشير تقرير «الشال» إلى أنه في تسعينات القرن الفائت، ساوت الكويت التعليم بالترويج للسلع الاستهلاكية، «اشتري علبة والثانية مجاناً»، وأصدرت قراراً مضمونه «ادرس سنة وانتقل مرحلتين»، وفي الزمن نفسه وفقاً لتصريح وزير سابق، رفض مجلس الجامعة قبول أساتذة بشهادات ضعيفة، وتدخّل مجلس الوزراء لتعيينهم بدعوى «أنهم عيالنا».

ومنذ ذلك الحين، انتشرت الشهادات المضروبة، إذ لم يقتصر الضرّر على امتيازات حامليها المالية، وإنما أصبح حاملوها في أعلى مراكز سلطة اتخاذ القرار، وتولى بعضهم مهام التدريس، وكانت نتيجته تخلّف التعليم العام والعالي وفق المؤشرات العالمية.

إن أيّ نظام بُنيوي في الدولة قائم على أربعة مسارات تتداخل في ما بينها: سياسي واقتصادي وأسري وتعليمي، وأيّ خلل في الخدمات التي يقدمها أيّ مسار، تؤثر في بقية المسارات وتخلق توتراً، قد يُشكّل ظاهرة أو مشكلة.

كيف يؤثر المسار التعليمي على المسار الاقتصادي؟ عندما تكون جودة التعليم بعيدة عن المستوى المطلوب مع ضعف تعليم المهارات التي يرى الشباب أنها الأهم لمستقبلهم، وعدم كفاية المرافق للتشجيع على التعلّم، سيؤدي كل ذلك إلى غياب منظومة مساعدة تمنع الشبان والشابات من ريادة الأعمال، وعدم توفّر الوظائف التي تُلبّي طموح بعض الشباب.

وعندما يعتقد المسار الأسري أن الغش ليس عيباً أخلاقياً، وتردد «اشمعنا عيالنا ما يغشون»، وتظهر الشهادات المزوّرة في مختلف القطاعات، ولا تُلبي الأسرة بتربيتها توقعات المجتمع المدني القائم على احترام القوانين وتنفيذ الواجبات والوعي بالحقوق، عندها تظهر الفجوة التعليمية، التي أشار إليها رئيس مجلس الوزراء في لقائه بالصحف المحلية، وقال إنها «خمس سنوات!»

ليس هذا فقط، فعندما يكون موضوع الصحة النفسية موضوعاً شائكاً لدى الشباب وأسرهم، بسبب ضعف دور المؤسسات المنوط بها هذا الدور، مع انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب وارتفاع نسبة السِمنة والتزايد على الطعام غير الصحي، كل ذلك يُشكك الشباب في قدرتهم على التأثير في السياسة العامة وعزلتهم وحيرتهم وخلق عوالم سرية تتكوّن بسبب شعور الشباب بالغضب وعدم الثقة تجاه المسارات الأخرى، عندها تُصبح الهجرة هي خيار الأفضل تعليماً والأكثر طموحاً.

هل نسأل ماذا حدث للتعليم، أم ماذا حدث للكويتيين؟ وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي